للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فأوَلُ ذلك بدعةُ الخوارج١، حتى قال أولهم٢ للنبي: صلى الله عليه وسلم: "اعدل"٣.

فهؤلاءِ يُصَرِّحُون بمخالفة السنة المتواترة، ويقفون مع الكتاب، فلا يرجمون الزاني، ولا يَعتبرون النَصَابَ في السّرقة٤، فبدعتهم تخالف السنن المتواترةَ.

وغالب من يخالف مذاهب السلف في الأُصول والفروع، إنّما يُخالفها لاعتقاده أن ذلك مخالف للنُّصوص والعقل.


١ الخوارج: كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت عليه الجماعة يسمى خارجيا سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين، أو كان بعدهم على التابعين لهم بإحسان والأئمة في كل زمان. وهم فرق.
وأهم بدعهم التي فارقوا بها جماعة المسلمين: القول بالخروج على الإمام الجائر، وتكفير أميري المؤمنين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، والقول بتكفير مرتكب الكبيرة وتخليده في النار.
انظر عن هذه الفرقة: الأشعري: المقالات١/١٦٧-١٦٨.
والبغدادي: الفرق بين الفرق ٧٢.
والشهرستاني: الملل والنحل١/١١٤.
٢ وهو: ذو الخويصرة التميمي.
٣ كما ورد في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عه: "بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم- وهو يقسم قسماً - إذ أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من تميم, فقال: يا رسول الله: اعدل، فقال: "ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبت وخسرت إن لم أكن اعدل ... " الحديث.
أخرجه: خ: مناقب، باب: علامات النبوة ٦/٦١٧ح٣٦١٠.
٤ راجع عن بدعتهم هذه: البغدادي: أصول الدين ص ١٩، والفرق بين الفرق:٨٤. والشهرستاني: الملل والنحل ١/١٢١.وشيخ الإسلام ابن تيمية: الفرقان بين الحق والباطل ضمن مجموعة الرسائل الكبرى١/١٥٦. والسكسكي: البرهان ص٢١. وخادم حسين إلهي بخش: القرآنيون: ٨٢-٨٧.

<<  <   >  >>