للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كان معهم يومئذ، إلا في رواية هشيم وقد قيل فيها: "إنها شاذة ١، لكن في كلام البخاري المتقدم ما يقتضي تصحيح رواية موسى بن داود المتقدمة، وأن الفضل كان معهم. والله أعلم.

٢٣- ومنها: ما روى مالك في أواخر الموطأ عن سالم أبي النضر ٢، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: "أنه دخل على أبي طلحة الأنصاري - رضي الله عنه - يعوده. قال: "فوجد عنده سهل بن حنيف- رضي الله عنه - قال: "فدعا أبو طلحة إنسانا فنزع نمطا من تحته، فقال له سهل بن حنيف: "لم تنزعه؟ فقال: لأنه فيه تصاوير، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها ما قد علمت ". فقال سهل: "لم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إلا فيما كان رقما في ثوب". قال: "بلى، ولكنه أطيب لنفسي " ٣.

قال الإمام أبو عمر بن عبد البر في الاستذكار٤: "كأن هذا الحديث منقطع، لأن عبيد الله بن عبد الله لم يدرك سهل بن ٥ حنيف ولا أبا طلحة ولا حفظ له عن أحد منهما سماع، ولا له من يذكرها به، ثم احتج لذلك بأن سهل بن حنيف، مات بلا خلاف سنة ثمان وثلاثين ٦، وصلى عليه علي - رضي الله عنه - فكبر عليه ستا، وكذلك كان يفعل بالبدريين ٧، ثم ذكر الاختلاف في وفاة أبي طلحة، فإن بعضهم قال: إنه مات سنة أربع وثلاثين ٨، ثم قال: "والصحيح في هذا الحديث أن (بين) عبيد الله، وبين أبي طلحة، وسهل بن حنيف فيه ابن عباس ٩- رضي الله عنهما - كذا رواه الزهري من رواية ابن أبي (ذئب) ١٠ وغيره. ثم روي من طريق ابن أبي (ذئب) ١١ عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن أبي طلحة - رضي الله عنه - قال: "قال رسول الله


١ قال الحافظ: " لم يثبت أن الفضل كان معهم إلا في رواية شاذة". (الفتح ٣/٤٦٨) قلت: وقد ذكر الحافظ أنه قد يقدم إثبات بلال- الصلاة- على نفي غيره لها. لأمرين:
١- أنه - ابن عباس- لم يكن مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذ، وإنما أسند نفيه تارة لأسامة، وتارة لأخيه الفضل، مع أنه لم يثبت أن الفضل كان معهم إلا في رواية شاذة.
٢- قد وقع إثبات صلاته فيها عن أسامة من رواية ابن عمر، عن أسامة عند أحمد ... الخ. (الفتح ٤٦٨/٣) .
٢ ابن أبي أمية، ثقة، ثبت، كان يرسل.
٣ الموطأ ٢/٩٦٦.
٤ لا يوجد فيما هو مطبوع, ولم أقف على المخطوط.
٥ ٢٠/ب.
٦ انظر الاستيعاب مع الإصابة ٤/٢٧٥.
٧ انظر سنن الدارقطني ٢/٧٣.
٨ انظر الاستيعاب مع الإصابة ٤/٦٤.
٩ صف ١٠/٣٨٠.
١٠ في الأصل: (ذويب) .
١١ في الأصل: (ذويب) .

<<  <   >  >>