جعل ابن بسام هذا القسم الرابع من الذخيرة - وهو أخر الأقسام - في جزئين واضحين دون أن يصرح بذلك، ويتناول الجزء الأول منهما الشعراء الطارئين على الأندلس من المشرق والقيروان وصقلية، ويشمل الثاني ثلاثة عشر شاعرا من شعراء المشرق والقيروان، تخيرهم تحكما، وقد أحس هو بذلك عندما ترجم لابن قاضي ميلة من الشعراء " الأنموذج " دون رفاقه ممن ضمهم ذلك الكتاب فقال: " ولعلَ بعض من يتصفح كتابي هذا يقول إن شعراء الأنموذج مائة شاعر وشاعرة وأكثرهم كان في المائة الخامسة من الهجرة - أفلا ذكرهم عن أخرهم - وماله اقتصر على بعضهم دون سائرهم - " وعاد يعتذر عن ذلك بما قاله في المقدمة وهو انه احتذى فعل أبي منصور الثعابي، في اليتيمة، وإنما وجد بين يديه قطعة من شعر الأندلسيين فأدرجها في كتابه، وهو لا يدرك تفاوت الزمن بين أصحابها.
ولقد راعيت في نشر هذا القسم تلك التجزئة الطبيعية، ففي هذا الجزء تراجم الطارئين وفي الجزء التالي ترد تراجم المشارقة المقيمين، رغم أن الجزءين قد يجمعان لصغر حجمهما في مجلد واحد، ولمل كانا متباعدين في المادة وجدت من المفيد صنع فهارس مستقلة لكل منهما على خلاف ما صنعته في الأقسام الثلاثة السابقة.
وقد اعترضني في تحقيق القسم الرابع هذا صعوبة لم أجد لها حلا، أوقفتني بين المضي في العمل أو التوقف عنه، وذلك أنى لم أجد منه سوى مخطوطة