للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بلوح إذا غابت من الشرق شخصه وإن تلح الشعرى له يتغيب

وقال أبو نؤاس (١) :

وخمارة نبهتها بعد هجعة وقد لاحت الجوزاء وانغمص (٢) النسر

فقالت: من الطراق قلنا عصابة خفاف الأوادي تستقى لهم الخمر

قال ابن بسام: وأبو عبيد البكري هذا كان آخر علماء أفقنا بالأوان، وأولهم بالبراعة والإحسان، حتى كأن العرب استخلفته على لسانها، والأيام ولته زمام حدثانها، وقد ذكرت [له] القسم الثاني من هذا التصنيف (٣) ، عدة من التواليف في شتى الفنون، تشهد أنه تلقى راية المعارف باليمين.

وقال المرتضى من قصيدة أخرى (٤) :

ألا يا ابنة الحيين مالي ومالك وماذا الذي ينتابني من خيالك

هجرت وأنت الهم إذ نحن جيرة وزرت وشحط دارنا من ديارك

فما نلتقي إلا على نشوة الكرى بكل خدارى من الليل حالك

يفرق في ما بيننا وضح الضحى وتجمعنا زهر النجوم الشوابك

وما كان هذا البذل منك سجية ولا البذل (٥) يوماً خلةً من خلالك

فكيف التقينا والمسافة بيننا وكيف خطرنا من بعيد ببالك

ولما امتطيت الليل كنت حقيقة بغير الهدى لولا ضياء جمالك


(١) منابع للسمط، وانظر ديوان أبي نواس: ٢٧٣.
(٢) السمط: وانغمس؛ الديوان: انحدر.
(٣) موضع ترجمة أبي عبيد في القسم الثاني من الذخيرة: ٢٣٣ ولم يرد فيها ذكر لتصانيف أبي عبيد لأن النسخ المعتمدة قد أخلت بإيرادها، وهذه الإحالة هنا تثبت أن ابن بسام كان قد أدرج له ترجمة مستوفاة، ولعله فعل ذلك في مرحلة متأخرة من إعداده للكتاب؛ ويجدر القول أن للبكري عدة مؤلفات هامة ذكرت بعضها في حواشي ترجمته في القسم الثاني.
(٤) ل: ١٢٤، ن: ٢: ٣٧٠ وحماسة ابن الشجري: ١٨١.
(٥) ل: الوصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>