للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللوذعي فهو يتلذع من شدة ذكائه، ويقال لمعت الوحشية وغيرها إذا بان لضرعها سقال وبريق باللبن، قال الأعشى (١) :

ملمع لاعة الفؤاد إلى جحش فلاه عنها فبش الفالي (٢)

ويقال إن " لاعة " فعلة ومذكرها لاع، وفي الحديث: هاع لاع، وقيل بل لاعى بوزن فاعلة، كان الأصل " لاعية " من اللعو، وهو أشد الحرص، وبين الخليل وأهل النحو فيه خلاف يشق إحصاؤه.

و" النهوك " و " النهيك " و " النهاكة " معروفة.

و" البصيرة " الترس، قال الأسعر الجعفي (٣) وليبس بالأسعر المازني:

راحوا بصائرهم على أكتافهم وبصيرتي يعدو بها عند وأى (٤)

والبصيرة: الدم؛ [والبصيرة: الدية] ومعنى البيت على هذا أنهم أخذوا الديات ولم آخذ، فركبت يعدو بي فرسي لطلب الثأر، ويكون هذا مشبهاً لقولهم:

- (٥) ورحت أجر ثوبي أرجوان


(١) بيت الأعشى في اللسان والتاج (لوع) وديوانه: ٨.
(٢) قال الأصمعي: الملع التي قد استبان حملها في ضرعها فأشرق ضرعها باللبن؛ وقال أبو عبيدة: ملمع: تتوج مقرب، لاعة الفؤاد لائعة الفؤاد أي مستخفة من الحزن، ورجل هاع لاع وهانع لائع مشتاق إلى الشيء، والفالي: الطارد.
(٣) في ص: الأعسر؛ والأسعر الجعفي - ضبطه الآمدي بالسين المهملة - هو مرتد بن أبي حمران، وأورد له بيتين من قصيدته التي منها هذا البيت التالي وهي قصيدة أصمعية (الأصمعيات: ١٥٦) وانظر اللسان (عند. وأي) والمعاني الكبير: ١٠١٣ والوحشيات رقم: ٥٧.
(٤) العتد: الفرس الحاضر المعد للركوب: الوأئ: السريع المشدد الخلق؛ وقال ابن قتيبة في شرح البيت، البصيرة، الدفعة من الدم أي دماؤهم قد خرجت على أكتافهم وبصيرتي في جوفي يعدو بها فرسي، يريد أنهم جرحوا، ويقال بل أراد أن الذي طلبوه من الذحول على أكتافهم لم يدركوه بعد، فهو ثقل عليهم، وبصيرتي أي ذحلى قد أدركت به.
(٥) لم استطع قراءة هذا الشطر، وصورته في ص: عدا دل داء لهن حجة.

<<  <  ج: ص:  >  >>