وقتل المعتصم الأفشينا ... إذ كان بالبغي يكيد الدينا
أحرقه بالنار لما أن بغى ... وهكذا يجزي الإله من طغى
ثم دهى بعد الإمام المعتصم ... وهو على دجلة حين فقصم
فبويع الواثق بالإمامه ... وكان ذا عدل وذا استقامه
وإنه كان محباً للنظر ... لكنه بالقول بالخلق أمر
ثم عدا الواثق حين نزلا ... فابتز ملكه وما قد خولا
فبايعوا لجعفر التوكل ... وكان عين الفضل والتفضل
حتى دهاه حادث كبير ... فاغتاله بغاء الصغير
مالا عليه ابنه المنتصر ... إذ سامه هوناً ومقتاً يضجر
فبايعوا محمد المنتصرا ... فلم يدم في الملك إلا أشهرا
فاضطربت أحواله بالترك ... ولم يزل في نكد وضنك
جرعه المعتز من بغي جرع ... فسلم الأمر إليه وانخلع
فتم للمعتز ما قد أمله ... والدهر يفري لو درى أجله
فلم يكن يحسن [في الأتراك ... سيرته فحل في أشراك
من ضغطهم فبايعوا للمهتدي ... فانخلع المعتز يلقى باليد
ومات في المجلس] بعد خلعه ... فقمن يندبن نعاة ربعه
فعرضت للمهتدي أعراض ... كان بها في ملكه انتفاض