للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعيث حتى سلمت عيناه ... إذ كان سهماً يتقى شباه

فاستخلف الراضي أبو العباس ... فكان مشغوفاً بشرب الكاس

ذا أدب وذا قريض حسن ... وكان في العلوم ذا تفنن

ثم تولى بعد ذاك المقتي ... فما بقوا من بعده ولا بقي

وبايعوا من بعده المستكفيا ... ثم انزوى عن أمرهم مستعفيا

فأخلصوا الطاعة للمطيع ... فأحسن السيرة في الجميع

ثم رمى بنفسه كالخالع ... إلى ابنه عبد الكريم الطائع

طاعوا له ثم عدوا عليه ... وقطعوا حاجز منخريه

وخلعوه بعد ذاك صاغرا ... وبايعوا ابن المتقي القادرا

فاستوسق الملك له سنينا ... ثلاثة - قالوا - وأربعينا

حتى سقته أكؤس الحمام ... وكل ملك فإلى انصرام

ثم ابنه القائم بعد قاما ... وسار في سيرته أعواما

ثم انتهى ملك بني العباس ... ودبر الأتراك أمر الناس

[وبعد حين قام في بغدان ... مقدم يدعى بأرسلان

فأسر الخليفة المذكورا ... وكان مرءاً بالتقى مشهورا

وجد في الخلع بكل جهد ... وصرف الدعوة للعبيدي

فحرك الرحمن ذو الجلال ... لنصره الملك الميكالي

التغلبكي ملك الأغراز ... فقتل التركي بالأهواز

ونصر القائم خير نصر ... وانفرد الغز بضبط الأمر

<<  <  ج: ص:  >  >>