إلى أن استكشاف مخطوطات أخرى قد يتيح العثور على زيادات جديدة.
لهذا كله آثرت التريث؛ وغادرت بيروت في سبتمبر (أيلول) ١٩٧٥ إلى جامعة برنستون، واشتدت وطأة الأحداث المؤسفة في أثناء ذلك على لبنان، وكان أن سعى بعض أصدقائي - جزاهم الله خيراً - إلى تصوير مسودة القسم الثاني، كما تركتها محققة، وإرسالها لتودع عند صديقي العلامة يوسف فإن اس، بجامعة توبنجن بألمانيا، ولم أستطع رؤية هذا القسم من الذخيرة إلا بعد عودتي إلى بيروت في حزيران (يونيه) ١٩٧٧؛ وفي أثناء هذه الغيبة صدر من هذا القسم قطعة تستغرق حتى آخر ترجمة أبي العلاء بن زهر، قام بتحقيقها الدكتور لطفي عبد البديع (١) ، ولما قارنتها بما كنت حققته وجدت مصداق بعض ما قدرته فقد احتوت تلك القطعة (اعتماداً على النسخة الكتانية) ما تفتقده النسخ من ترجمة أبي الوليد الباجي، ولعل هذه النسخة الفريدة (أعني الكتانية) أن تكون قد احتفظت أيضاً بكل ما قدرته من نقص في النسخ التي تيسرت لي، أو بمعظمه.
إنني أكتب هذه المقدمة، قد قطع هذا القسم شوطاً غير قليل في المطبعة، ولهذا رأيت أن أضيف إليه ما جاء من زيادة في ترجمة الباجي مستمداً من القطعة التي حققها الدكتور عبد البديع، وأن أصنع لترجمة البكري تحشية مما ورد في المصادر من شعره ونثره، أميزها عما عداها لأنها ليست من أصل الذخيرة، راجياً إذا أتيح لي الإطلاع على النسخة الكتانية - وهو شيء لا أظنه سهلاً - أو غيرها من النسخ، أن أثبت الزيادات وفروق القراءات في نهاية هذا الجزء.
لقد كنت أظن أن الصعوبات ستصبح مذللة لإخراج هذا القسم على نحو أكثر تحقيقاً للرضى، ولكني حين اعتبر هذه الفترة الطويلة التي مضت على