للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلما سمع المعتمد ذلك أيقن أنه نعي لملكه، وإعلام بما انتثر من سلكه، فقال:

من عزا المجد إلينا قد صدق ... لم يلم من قال مهما قال حق

مجدنا الشمس سناءً وسناً ... من يرم ستر سناها لم يطق

أيها الناعي إلينا مجدنا ... هل يضير المجد إن خطب طرق

لا ترع للدمع في آماقنا ... مزجته بدمٍ أيدي الخرق

حنق الدهر علينا فسطا ... وكذا الدهر على الحر حنق

قد مضى منا ملوك شهروا ... شهرة الشمس تجلت في الأفق

نحن أبناء بني ماء السما ... نحونا تطمح ألحاظ الحدق

وإذا ما اجتمع الدين لنا ... فحقير ما من الدنيا افترق قال ابن بسام: والبيتان اللذان أنشدا في المنام رواهما الرواة [١٢أ] في خبر النعمان بن المنذر، وهو أنه نزل تحت شجرة، ومعه عدي بن زيد فقال له: أتدري ما تقول هذه الشجرة أيها الملك - قال تقول:

رب ركبٍ قد أناخوا حولنا ... يشربون الخمر بالماء الزلال

ثم أضحوا لعب الدهر بهم ... وكذاك الدهر حال بعد حال فتكدر على النعمان نعيم يومه الذي كان فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>