للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المسلمين أو القضاء عليها.

هذا في الوقت الذي كان يمضي فيه المسلمون قدماً في الإعداد لغزو القسطنطينية، فبعد موت الوليد بن عبد الملك في منتصف شهر جمادى الآخرة من سنة ٩٦? ١تابع أخوه سليمان الإعداد والتجهيز مستغلاً الظروف السيئة التي مرت بها الإمبراطورية؛ من تعاقب الأباطرة، وضعف بعضهم، والصراع حول العرش، والثورات والفتن الكثيرة ٢، وطمع أعدائها ٣، وسوء أحوالها بعد أن سرى الفساد في جميع مرافقها وإداراتها٤، وانحطاط نظامها العسكري٥، والخلاصة أنها كانت تعيش حالة ضعف تام ٦، وكان من الإجراءات التي اتخذت في سبيل الاستعداد للحملة:

الاستمرار في غزو أراضي الروم في مناطق الحدود؛ حيث غزا داود بن سليمان الصائفة سنة ٩٧?، فافتتح حصن المرأة ٧، وغزا مسلمة بن عبد الملك أرض الروم فافتتح بعض الحصون كبرجمة والحديد وحصن ابن عوف ٨، كما غزا عمر بن هبيرة أيضاً ٩، وذلك بهدف إلهاء السلطات البيزنطية،


١ تاريخ الطبري ٦/٤٩٥.
٢ مؤلف مجهول، العيون والحدائق ص ٢٥-٢٦.
٣ ماجد، التاريخ السياسي ص ٢٤٥، ونبيه عاقل، تاريخ خلافة بني أمية ص ٢٤٦-٢٤٧.
٤ العدوي، الأمويون ص ١٦١.
٥ فتحي عثمان، الحدود الإسلامية البيزنطية ٢/٨٧، عن شاهد معاصر في سنة ٧١٥ م
٦ علي حسن، التاريخ الإسلامي العام ص ٣١٥، وانظر سعيد عاشور، أوربا العصور الوسطى ١/١١٢.
٧ تاريخ الطبري ٦/٥٢٣.
٨ تاريخ خليفة بن خياط ص ٣١٩-٣٢٠، وتاريخ الطبري ٦/٥٢٣، وكامل ابن الأثير ٤/١٤٦.
٩ المصادر السابقة نفسها.

<<  <   >  >>