للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ورواية المقدسي السابقة عن كيفية وصول اليون إلى عرش الإمبراطورية ذكرتها معظم المصادر العربية التي تناولت هذا الموضوع ١.

وعند صاحب العيون والحدائق أن اليون ظلَّ في عمورية حتى استدعاه مسلمة لما أشرف على فتح القسطنطينية، وأنه هو الذي أرسله إلى أهلها وطلب منهم أن يملِّكوه عليهم حتى يرحل ويدعهم هم وبلادهم ودينهم وكنائسهم، وما زال مسلمة يلح عليهم حتى ملَّكوا اليون بعد أن وعدهم هذا بالغدر بمسلمة ٢. ويظهر من هذه الرواية كأن مسلمة ما جاء لفتح القسطنطينية، وإنما جاء منقذاً لعرش بيزنطة من التردي في هوة الخلافات والضعف، وتنصيب اليون حاكماً عليها.

لكن ثمة رواية أخرى عن شاهد عيان تفيد أن اليون وقت عبور القوات الإسلامية إلى البر الأوربي كان جالساً على برج باب القسطنطينية ينضم قواته ويصف رجاله فيما بين الحائط والبحر ٣.

ومعنى هذا أن اليون وصل إلى القسطنطينية قبل وصول القوات الإسلامية بوقت كاف تمكن فيه من الوصول إلى العرش البيزنطي، وإعادة تنظيم قواته واستعداداته لمواجهة القوات الإسلامية الزاحفة براً وبحراً، والتي كان على دراية بمدى قوتها وضخامتها. وهذه الرواية فضلاً عن كونها عن شاهد عيان وهو الليث الفارسي أحد المشاركين في القوة البحرية الإسلامية فهي تتفق مع الروايات البيزنطية التي تذكر أن اليون بعد أن نجح في فك الحصار عن


١ تاريخ الطبري ٦/٥٣١، وتاريخ دمشق ٥٨/٢١، وكامل ابن الأثير ٤/١٤٦، وتاريخ مختصر الدول ص ١٩٦، وتاريخ الإسلام (٨١-١٠٠) ص ٢٧١، وسير أعلام النبلاء ٤/٥٠٢، والبداية والنهاية ٩/١٤٧٤،١٧٥.
٢ ص ٢٨.
٣ تاريخ دمشق ٥٠/٣٣٨.

<<  <   >  >>