للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المبحث الرابع: في التنبيه على بعض المفاهيم الخاطئة حول ((لا حول ولا قوّة إلاّ بالله)) :

مر معنا في المباحث السابقة معنى هذه الكلمة العظيمة وشيء من فضائلها، وذكر جملة من دلائلها العقدية، وسيكون الحديث في هذا المبحث عن ذكر بعض المفاهيم الخاطئة المتعلقة بهذه الكلمة سواء في لفظها أو في معناها.

١ – فمن ذلك أنَّ من الناس من يخطئ في استعمال هذه الكلمة فيجعلها كلمة استرجاع ولا يفهم منها معنى الاستعانة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: ((وذلك أنّ هذه الكلمة (أي: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله) هي كلمة استعانة لا كلمة استرجاع، وكثيرٌ من الناس يقولها عند المصائب بمنزلة الاسترجاع، ويقولها جزعاً لا صبراً)) ١.

٢– ومن ذلك ما حكاه بعض أهل اللغة أنّه يقال فيها ((لا حيل ولا قوّة إلاّ بالله)) ٢.

قال النووي – رحمه الله: ((وحكى الجوهري لغةً غريبة ضعيفة أنَّه يقال لا حيل ولا قوّة إلاّ بالله بالياء،وقال الحيل والحول بمعنى)) ٣.

٣ – ومن ذلك اختصار بعض العوام لها عند نطقها بقولهم ((لا حول الله)) ، وهذا من الاختصار المخلِّ، مع ما فيه من الغفلة عن كمال الأذكار الشرعية في مبانيها ومعانيها.

وقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – عن ذلك فقال: ((كأنّهم يريدون ((لا حول ولا قوّة إلاّ بالله)) فيكون الخطأ فيها في التعبير، والواجب أن


١ الاستقامة (٢ / ٨١) .
٢ انظر: تهذيب اللغة للأزهري (٥ / ٢٤٤) ، والصحاح للجوهري (٤ / ١٦٨٢)
٣ شرح صحيح مسلم للنووي (٤ / ٨٧) .

<<  <   >  >>