للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابن قاسم بن محمد بن عليّ بن قاسم بن أبي محمد القاسم بن محمد بن أبي القاسم ابن سودة المري الفاسي المتوفى بفاس سنة ١٢٠٩ وقد جاوز التسعين. قال عنه أبو عبد الله الرهوني أول " أوضح المسالك ": " حاز رياسة فاس والمغرب كله، فلا أعلم الآن أحداً ممن ينتمي إلى العلم بالمغرب إلا وله عليه منة التعليم، إما بواسطة أوبغير واسطة أو بهما معاً، وقد جمع مع ذلك الاجتهاد في العبادة والسخاء وحسن الخلق والمحبة العظيمة لآل البيت والطلبة وزيارة الصالحين، اه ". وقال عنه عالم مصر الشيخ الأمير في فهرسته لما ترجمه: " هلال المغرب وبركته، وحامل فتواه وقدوته ". وقال عنه الحافظ الزبيدي في " ألفية السند " له:

ومنهم محمد بن الطالب ... التاودي العدل ذو المواهب

رئيس فاس كاشف الغيوم ... وعالم المنطوق والمفهوم

إليه في بلاده يشار ... عليه في المعارف المدار

صحبته في مصر في وفادته ... فجاد بالكثير من إفادته

أجازني بكل مايرويه ... من كل ما يفيد أو يمليه قلت: لخصت من " الروضة المقصودة " لأبي الربيع الحوات في ترجمته: ومن دؤوبه انه ثابر على إقراء صحيح البخاري حتى جاوزت ختماته حد الأربعين فلم يكن يدعه، لا سيما في شهر الصيام، من البدء إلى التمام، يفتتحه أول يوم منه ويختمه آخره، وكان يأتي في هذا الزمان القليل بتحقيقات، وله عليه " زاد المجد الساري " في نحم أربع مجلدات، وحاشيته هذه طبعت بفاس. وأقرأ أيضاً صحيح مسلم كثيراً لكنه لم يكن له غالباً بهجير، وله عليه تعليق، وأقرأ أيضاً سنن أبي داوود، وكانت بالمغرب عزيزة الوجود، فافتض (١)


(١) غاب عن الحوات أن سنن أبي داوود شرحها قديماً جماعة كالخطابي وابن القيم والسيوطي وغيرهم (المؤلف) .

<<  <  ج: ص:  >  >>