أبو عبد الله محمد التهامي بن المكي بن عبد السلام بن رحمون الفاسي المتوفى بفاس سنة ١٢٦٣، وقفت على تحليته في إجازة الكوهن له بخطه بما نصه " الشريف الفقيه الجليل، المبجل العدل الحسيب الأصيل، من له اعتناء بطريق الرواية، ومن له بها أتم رغبة وعناية، اه ". وحلاه العلامة الجوال الشيخ يوسف بدر الدين المغربي في إجازته له ب " سيد عصره، وسعد قطره، بهجة علماء الدهر، وفخار أهل العصر، اه ".
قلت: لم أر لأحد في القرن الماضي من أهل فاس ما رأيت لهذا الرجل من الاعتناء بالرواية وجمع الفهارس والإثبات وتصحيحها ووصل المسلسلات، بحيث يستحيل أن يوجد راو في وقته بالمغرب إلا وله عنه رواية، ومع طول الزمن كل يوم نظفر له بغريبة أو غرائب في هذا الباب، ولكن ضيعه قومه، فلم أر من استجاز منه في فاس ولا في غيرها بعد طول البحث والتنقيب، بل ولا من ترجمه من أصحاب الفهارس والتقاييد، حتى صاحب " سلوة الأنفاس " لم يترجمه. والذي يغلب على ظني أن الشيخ يوسف بن بدر الدين المغربي لا يغفل الرواية عنه، فانا لم نقف إلى الآن على مجموع روايته. وقد كنت أظن كذلك رواية المترجم عن يوسف المغربي المذكور لما دخل لفاس أواسط القرن المنصرم، حتى ظفرت بذلك فيما قرب، وربك يخلق ما يشاء ويختار.
فممن وقفت على إجازته العامة للمذكور محمد المختار بن محمد امزيان المعطاوي الدمراوي التازي، ولعله أعلى شيوخه إسناداً، لأنه كما تقدم من أشياخ الشيخ التاودي وشاركه في أكثر مشايخه المشارقة، وأحمد بن عبد السلام البناني ومحمد بن عبد الواحد بن الشيخ الأموي المكناسي وأحمد بن النادي الحمدوني المساوي السريفي وإمام الضريح الإدريسي محمد بن أحمد السنوسي والمعمر الحاج بو بكر بن عبد الرحمن الحجوي القندوسي المتوفى عام ١٢٤٤ عن مائة وإحدى وثلاثين سنة، وعبد السلام بن محمد شقشاق والعلامة