لطفي جمعة المصري صاحب تاريخ فلاسفة الإسلام، قال فيه (١) : " قد انفرد ابن خلدون بين مؤلفي العرب باتخاذ يوميات أو مذكرات شخصية يدونها يوماً فيوماً (أجندة) وأطلق عليها اسم التعريف بابن خلدون وفيها ترجمته ونسبه وتاريخ أسلافه وشرح في خلالها ماعاناه في حياته، ويتخلل ذلك مراسلات وقصائد نظمها في بعض الأحوال، وكثيراً مما أصابه في دهره " الخ ...
كلامه مع أن هذا معنى الفهرسة عند المتقدمين وتلك المواضع التي تطرق فيها، فالفهرسة عبارة عن الكتاب الذي يجمع أحوال المفهرس ووقعاته الدهرية وما صدر عنه من رواية وتصنيف وقصيد. وهذا كيف يدعي تفرد ابن خلدون به دون مؤلفي العرب
وقد جاء هذا الكتاب فهرس الفهارس قاموساً جامعاً لتراجم المؤلفين في السنة من أواسط القرن التاسع إلى الآن وقبلها، وذيلاً على طبقات الحفاظ لابن ناصر والسيوطي إلى الآن، فقلما تجد عالماً في الإسلام اشتغل بالحديث وعلومه اشتغالاً مفيداً ارتفع به ذكره إلا وتجد ترجمته فيه مبسوطة وفيه من التراجم ما لم يجمع قبل في ديوان. وبالجملة فإنه الكتاب الذي يجد فيه أهل كل إقليم تراجم أعلامهم ووفياتهم وولاداتهم وآثارهم، فلا عجب إذا زين الهندي به مكتبته، ورفع به السوداني منصته، كما يستفيد منه اليمني في رفيع مقامه، والمصري والشامي على عظيم مجده وهيامه.
ففيه من تراجم الحجازيين:
عليّ بن ظاهر. أحمد بن علوي جمل الليل. أمين رضوان. أبو ذر
(١) انظر صفحة ٢٣١ من الكتاب المذكور (المؤلف) . " قلت: وهذا القول يدل على أن لطفي جمعة لم ير كتاب التعريف بابن خلدون ".