الطالب إذا افتقر شرح الزرقاني على المختصر. وآخر ما يبيع الزرقاني على المواهب " وكان معجباً بالكتاب المذكور، وهو جدير بذلك لحسن سبكه ومتانة تعبيره ووسع اطلاعه وجمعه. وله أيضاً: اختصار تأليف السخاوي في الخصال الموجبة للضلال وغير ذلك، وله ثبت صغير يروي فيه عن البابلي والشبراملسي، وقد قال عن الأخير في طالعة شرحه على المواهب: " وكم صغى لي، وسمع ما أقول وكتب أنقالي، وحثني على إحضار ما أراه من النقول إذا رأى ملالي، ولم أزل عنده بالمحل الأرفع العالي، والله أعلم أني لم أقل ذلك للفخر، وأي فخر لمن لا يعلم حاله في القبر، بل امتثالاً للأمر، بالتحدث بالنعمة، كشف الله عني كل غمة، اه ".
نروي ماله من طريق الصعيدي عن عبد الله بن جاد الله البناني عنه، ومن طريق الصباغ والعماوي والعشماوي وابن الطيب الشرقي والسقاط والشبراوي والملوي والجوهري كلهم عنه، وبأسانيدنا إلى الحافظ الزبيدي أيضاً عن المعمر محمد بن محمد البليدي والمعمر عبد الحي بن الحسن البهنسي والشهابين الجوهري والملوي، كلهم عن المترجم. واتصل به باسناد مسلسل بالتونسيين عن الشيخ الطيب النيفر عن الشيخ محمد بن الخوجة عن أبي الفداء إسماعيل التميمي المالكي قاضي تونس عن عمر المحجوب عن والده قاسم المحجوب المتوفى سنة ١١٩٠ عن الشيخ محمد زيتونة التونسي المالكي مؤلف " مطالع السعود على تفسير أبي السعود " في نيف وأربعين مجلداً عن الزرقاني به. وقد عد الشهاب المرجاني في " وفيات الأسلاف " المترجم من مجددي المائة الحادية عشرة من المالكية، ولعمري انه لجدير بذلك بما ترك من الآثار العلمية للناس.
(١) ترجمة زكريا بن محمد الأنصاري في الضوء اللامع ٣: ٢٣٤ والكواكب السائرة ١: ١٩٦ والنور السافر: ١٢٠ ومعجم سركيس ٤٨٣ والزركلي ٣: ٨٠ (وفيه أن وفاته ٩٢٥) . وخطط مبارك ١٢: ٦٢.