ثم رجع للمغرب سنة ١٣٤٥ وبقي به نحو ستة أشهر افتتح فيها في القرويين مسند الإمام أحمد من المحل الذي كان وقف به في الشام، إلى أن مرض مرض الموت فتوفي بفاس ١٦ رمضان عام ١٣٤٥ ودفن بروضة الشيخ أبي محمد مولاي الطيب الكتاني بالقباب من باب الفتوح. ولم يخلف بعده في هديه وسمته العلمي وانقباضه مثله بحيث بتغميضه عينيه ودعنا آخر مثال لرجال الدين السابقين والعلماء العاملين لأخراهم رحمه الله رحمة واسعة. وكنت أراه لما رجع للمغرب بعد انقطاعه عنه نحو ١٨ سنة كميت بعث بعد الموت لأنه وجد أشياخه وأقرانه الذين عرفهم وعرفوه ماتوا، وكذا كبار الطبقات الأولى التي أخذت عنه فرأى البلاد غير البلاد التي عرف والأهل والسكن غيرهم، نعم انتابت إليه العامة وكثير من الخاصة وناهيك بدرسه لمسند أحمد بن حنبل فقل أن رأت القرويون مشهداً أكبر ولا أجمع من ذلك المحفل. أما يوم وفاته فكنت ترى الناس كالسيل الجارف وكأنه ما بقي أحد بالبلد إلا وأنثالها، ولا شك أن أهل السنة يعرفون بجنائزهم. نروي عنه كل ما له من مؤلف ومروي شفاهاً بفاس إذناً عاماً، وذلك سنة ١٣١٩.
٢٩٤ - محمد بن أشرف النقشبندي: محمد بن محمد بن أشرف بن آدم النقشبندي أبو المكارم السندي. له ثبت يشتمل على أسانيد الأمهات الست والمشكاة وسند حديث الضيافة على الأسودين، روى فيه عن محمد هاشم السندي التتوي وتاج الدين القلعي وأحمد الجراني وعبد الباقي، برواية الأول عن عبد القادر الصديقي المكي، وهو عن العجيمي والبصري والنخلي، وبرواية الثلاثة الآخرين عن العجيمي والبصري والنخلي والقلعي عن أبي الخير المرحومي وأحمد البشبيشي والبابلي والثعالبي وابن سليمان الرداني، ورواية المفتي عبد القادر عن ابن سليمان أيضاً، وقد أجاز به مؤلفه لمحمد موفق الدين وخير الدين زاهد الهاشمي السورتي الحنفي النقشبندي الإمام الشهير أحد مشايخ