للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صاحب " الصفوة " في تراجم أهل ذلك الصقع، وهو عندي، قال في أولها: " إني أذكر في هذا التقييد معتمد مشايخي ومشايخهم وحميد سيرهم وأخبارهم ووفياتهم وأقطارهم، فإن أولى الناس بالإحياء بالذكر من كان أصل سيادتك وسبب سعادتك ودليل رشدك وهدايتك " ثم قال: " إن فضيلة التاريخ تظهر في شيئين " في حفظ الأفاضل وإعطاء كل ذي حق حقه، وفي حفظ أسانيد الرواية حتى لا ترى لغير أهلها مستحقة " قال: " ومن شأن الطالب النبيه، الفحص عن ذلك حتى لا يقع في الخطأ فيه، وهذا الفن لم أر له في بلادنا السوسية مع تقادم الأجيال وتوفر الرجال ناظرا. ولا سمح لي من خلفهم من رسم في سلف أفاضلهم أولا وآخرا " قال: " ورتبت هذا التقييد في أربعة أبواب: الأول في ذكر مشايخي ومشايخهم وحميد سيرهم ووفياتهم، الثاني: في الأسانيد التي حصلت لي ممن ثبت عندي صحة إسناده وأخذه، وهو معظم قصد التقييد لأن به تتصل النسبة إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بها الشرف والسعادة، الثالث: فيما تلقيته من الغرائب وسمعته من العجائب، الرابع: في المرائي الحسان، الدالة على إمداد الله لعبده الضعيف بلطائف البر والإحسان ".

فذكر في الباب الأول ممن أجازه عامة مروياته: الشيخ أحمد بابا السوداني صاحب " النيل " وغيره، أجاز له مكاتبة، وأبو زيد عبد الرحمن ابن أبي عبد الله محمد التلمساني خطيب الجامع الأعظم بتارودانت، أجاز له عامة كما أجاز له هو الرحلة الجوال إمام الدين ابن المعمر محمد بن يوسف البطائحي المقدسي الشافعي عن مشايخه البدر الغزي والخطيب الشربيني والشمس الرملي وجمال الدين الأنصاري كلهم عن القاضي زكرياء ما له، وممن أجاز أيضا للتمنرتي المذكور الأستاذ محمد بن علي الجزولي الكفيف وأبو زكرياء يحيى بن عبد الله بن سعيد بن عبد المنعم المجاز من الإمام الصالح المحدث المسند أبي العباس أحمد بن محمد بن أحمد الدرعي المعروف بآدفال السوساني بكل ماله.

<<  <  ج: ص:  >  >>