للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أشياخ مشايخنا كالشيخ المعمر عبد الله بن سعد الله اللاهوري، وهذه الطريقة لم تبلغ الحافظ ابن حجر ولا السيوطي لأنهما كانا بمصر، والحافظ أبو الفتوح من رجال المائة الثامنة كان بأبرقوه مدينة بخراسان العجم، وكان موصوفاً بالصلاح، ذكره الشيخ عبد الخالق المزجاجي في نزهته المستطابة " اه. وقد نقل كلام المزجاجي هذا قبل السندي شيخه الفلاني في " قطف الثمر " ثم الفريني في " اليانع الجني " والقاوقجي في أثباته وغيرهم من أصحاب الفهارس وسلموه، وفي ذلك وقفة من وجهين: فأما أولاً من جهة زعمهم أن هذه الطريقة لم تبلغ الحجاز إلا مع اللاهوري وطبقته مع ان اللاهوري والأحمد أبادي وابن مطير ليسوا من أهل الحجاز، بل ابن مطير من اليمن والأحمد أبادي واللاهوري من الهند. نعم أستوطن أخيراً اللاهوري المدينة، وكيف يمكن ان يأتوا بها هم إلى الحجاز، وهم إنما يروونها عن حجازي وهو الشيخ القطب الدين النهروالي فإن القطب كان مفتي مكة وإمامها ومؤرخها، وفي المسجد الحرام باب يعرف به. وكان صواب العبارة أن يقول هذه الطريقة المعمرية إنما اتصلت بأشياخ أشياخنا من طريق اللاهوري وأمثاله. وفي إجازة الشيخ ابن عبد السلام بناني للشيخ التاودي ابن سودة ساق أعلى أسانيده في صحيح البخاري عن الشيخ الكوراني عن الصفي القشاشي عن أبي المواهب الشناوي عن قطب الدين النهروالي بسنده المعروف، وأنت تعلم أن القشاشي والشناوي كل منهما من أهل الحجاز، على ان هؤلاء: ابن مطير واللاهوري والأحمد أبادي، لم يرووها عن قطب الدين بالسماع أو الإجازة الخاصة وإنما بالإجازة العامة التي شماتهم من قطب الدين لما أجاز أهل عصره أو مصره، كما صرح بذلك تلميذهم الكوراني نفسه في " لوامع اللآلي " وغيره، فأراد الكوراني والعجيمي أن يتصلوا به بعلو فاستجازوا هؤلاء بقصد ربط السلسلة والعلو، ولو على أضعف أنواع التحمل وهي الإجازة العامة مثلاً، كما فعل الطاوسي فإنه لما وجد بابا يوسف الهروي استجازه حيث أن الهروي المذكور كان شملته إجازة ابن شاهان الختلاني العامة كما تفيده عبارة السخاوي

<<  <  ج: ص:  >  >>