للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عصرينا الشيخ أبو المحاسن النبهاني وقد طبع. ويحكى ان الحافظ السيوطي كان يغض منه ويقول إنه يأخذ من كتبه ويستمد منها ولا ينسب لها، وانه ادعى عليه بذلك بين يدي شيخ الإسلام زكرياء، فألزمه ببيان ما ادعاه، فعدد مواضع قال إنه نقل فيها من كتب البيهقي بواسطة كتبه، وكان الواجب عليه أن يقول نقل السيوطي عن اغلبيهقي. وعندي مقامة عجيبة ألفها الحافظ السيوطي في قضاياه مع المترجم سماها " الفارق بين المصنف والسارق " في نحو كراسة. وحكى الشيخ جار الله ابن فهد ان المترجم رحمه الله قصد إزالة ما في خاطر الجلال السيوطي، فمشى من القاهرة إلى باب دار السيوطي بالروضة ودق الباب فقال: من فقال: أنا القسطلاني جئت إليك حافياً مكشوف الرأس ليطيب خاطرك عليّ، فقال له: قد طاب خاطري عليك ولم يفتح له الباب ولم يقابله، اه، بواسطة شذرات الذهب لعبد الحي العمادي (١) .

قلت: ونحو هذه الحكاية وقعت في " كشف الظنون " (٢) المطبوع.

ورأيت في بعلبك عند قاضيها إذ ذاك الشيخ أبي الخير ابن عابدين مجموعة للشيخ ابن عبد الحي الداودي الدمشقي فيها مانصه: " حدثنا شيخنا أحمد المقري تحت القبة بجامع بني أمية ان الإمام القسطلاني زوج عائشة الباعونية وصاحب المواهب ذهب إلى دار الحافظ السيوطي فدخل على عادته فاستأذن عليه فلم يأذن له بالدخول لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان ذلك الوقت جالساً عند الشيخ وهو يملي أحاديثه صلى الله عليه وسلم " اه فظهر من هذه الرواية السبب الذي من أجله لم يأذن السيوطي للقسطلاني، وانه كان في حال انجماع باطني وتشخيص خاص، فكره أن يقطع عليه حالته وتوجهه. وفي


(١) الشذرات ٨: ١٢٢ ١٢٣.
(٢) كشف الظنون ٢: ١٨٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>