للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ففي الباب الأول وعنوانه (العقل والعلم والجهل وما يتعلق بهما) يبحث في الموضوعات التالية (العقل والحمق وذم اتباع الهوى، ما يحد به العقل وبنوه والحمق وذووه، الحزم والعزم والظن والشك ٠٠٠)

يقول في المقدمة: "وقد ضمنت ذلك طرفاً من الأبيات الرائقة والأخبار الشائقة ٠٠٠"٢، وكان يحرص أن يجمع هذه الأخبار وهذه الأبيات من جيد المنثور والمنظوم مما سبق من عهود التراث، في موضوعات متنوعة من الثقافة والأدب والاجتماع، جرياً على عادة الكتاب في القرن الثالث والرابع الهجريين من (أن الأدب هو الأخذ من كل علم بطرف) . ويبدو أنه كان يرمي إلى أن يجعل من كتابه مادة تعليمية ينهل منها الشادون في الأدب والمتعلمون.

وكان فيه إلى جانب الجد والأخبار لون من الهزل والغزل والمجون، فمن شاء وجد منه ناسكا يعظه ويبكيه ومن شاء صادف منه فاتكاً يضحكه ويلهيه٣، كما يقول.

وطريقته في التأليف فيه هي أن يجمع تحت الموضوع الذي عقده ما يناسبه من آيات قرآنية وأحاديث نبوية وحكم مأثورة وأشعار مروية وأخبار سائرة وأمثال نادرة.

ويبدو أن كلمة (محاضرات) الأدباء كانت تعني مجالسهم وما يطرح فيها من أدب وأخبار.

وقد لقي هذا الكتاب عناية كبيرة فقد ترجم إلى اللغات الأوربية٤, وهذب وشذب٥, ونشر عدة مرات في القاهرة وفي بيروت٦.

أما (مجمع البلاغة) فهي المخطوطة التي قمت بتحقيقها من أعمال الراغب، وقد وجدت من التحقيق أنها في أغلبها مأخوذة من كتاب المحاضرات, لذلك فهي تأخذ منهاجه ومادته إلى حد ما, ولكنها تتميز عنه بغزارة المادة اللغوية في صيغ الأفعال وصيغ الأسماء والتراكيب الأدبية، وما بين متشابهاتها من فروق دقيقة.


١ طبعة دار مكتبة الحياة، ١٩٦٠، في مجلدين.
٢ ترجمة فلوجل-دائرة المعارف الإسلامية المجلد٩ عدد١ ص ٤٠٧.
٣ طبعة دار مكتبة الحياة ١٩٦٠ في مجلدين.
٤ نشره إبراهيم زيدان عام ١٩٠٢ مختصرا، ونشره أنور الجندي عام ١٩٦٠ مختصراً، وزارة الثقافة المصرية.
٥طبع عام ١٢٨٤ بمطبعة بولاق وعام ١٢٨٧ بالمطبعة العثمانية و١٣٠٥ بمطبعة جمعية المعارف، ١٣١٠ بالمطبعة الشرفية، ١٣٢٢ مطبعة السعادة، ١٣٢٦ المطبعة العامرة.
٦ طبعة دار مكتبة الحياة ١٩٦٠ في مجلدين.

<<  <   >  >>