للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ب- الصفات الخبرية:

الصفة الثالثة عشرة: صفة الوجه:

وهي من الصفات الخبرية التي أشكلت على الخلف على الرغم من ثبوتها بصريح القرآن وصحيح السنة، والعقل تابع ومصدق وغير رافض.

يقول الإمام أبو الحسن الأشعري الإمام المتكلم السلفي: "أما بعد: فمن سألنا فقال: أتقولون: إن لله سبحانه وجهاً؟ قيل له: نقول ذلك خلافاً لما قاله المبتدعون، وقد دل على ذلك قوله عز وجل: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ} " ١.

قلت: نضيف إلى الآية التي استدل بها الإمام قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} ٢، وقوله عليه الصلاة والسلام: " إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل، حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه" ٣، " وما بين القوم وبين أن يروا ربهم تبارك وتعالى إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن" ٤، وهو قطعة من حديث طويل عند الشيخين في أبواب رؤية الرب تعالى لأهل الجنة وشاهدنا منه ذكر وجه الرب تعالى.

نكتفي بالآيتين الكريمتين والحديثين الشريفين مع وجود غيرهما من أحاديث الرؤية التي تصرح أكثرها بذكر الوجه، لأن العبرة في إثبات صفة من الصفات ليست بكثرة الأدلة، وإنما العبرة بصحة الأدلة وصراحتها، وهذان العنصران متوافران هنا ولله الحمد والمنة، ولذا أطبق السلف وأتباعهم على الإيمان بهذه الصفة كغيرها من صفات الرب تعالى وإثباتها على ما


١ سورة الرحمن آية: ٢٧.
٢ سورة القصص آية: ٨٨.
٣ رواه مسلم في كتاب الإيمان عن أبي موسى الأشعري وابن ماجه في سننه.
٤ رواه الشيخان.

<<  <   >  >>