للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بِأَعْيُنِنَا} ١، وهذا نظير المشاكلة في لفظ اليد المضافة إلى المفرد كقوله تعالى: {بِيَدِكَ الْخَيْرُ} ٢، و {بِيَدِهِ الْمُلْكُ} ٣. وإن أضيفت إلى جمع جمعت كقوله تعالى: {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} ٤، وقد تقدم هذا البحث في صفة اليد مستوفى.

وقد ذكرت العين في السنة في قصة المسيح الدجال في حديث عبد الله بن عمر الذي يقول فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام: "إن الله لا يخفى عليكم، إن الله ليس بأعور، وأشار بيده إلى عينيه، وأن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأنها عنبة طافية" ٥، وللحديث سبب وهو أن الدجال ذكر عند النبي عليه الصلاة والسلام، وأخبر أنه ما من نبي إلا وقد أمر أمته أو نصحهم بالاستعاذة منه، ثم ذكر أن من صفاته أنه أعور العين اليمنى. وأنه على الرغم من دعوى الألوهية وما يجري له من الأمور الخارقة للعادة امتحاناً واستدراجاً فيه عيوب ونقائص، وهو عاجز عن دفع ذلك عن نفسه، فلن يلتبس عليكم الأمر في شأنه لأنه ناقص إذ به عَوَر، وربكم ليس بأعور، بل له سبحانه عينان يبصر بهما لأنه سميع بصير.

وهناك زيادة عند مسلم وبعض أصحاب السنن، وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يومئذ للناس: " تعلمون أنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت". هذا ملخص قصة المسيح الدجال مع بيان السبب.

قال الشيخ شهاب الدين السهروردي في كتاب العقيدة له: أخبر


١ سورة المؤمنون آية: ٢٧.
٢ سورة آل عمران آية: ٢٦.
٣ سورة الملك آية: ١.
٤ سورة يس آية: ٧١.
٥ الحديث متفق عليه، ذكره البخاري في باب ذكر الدجال ١٦/٢٠٤، مصطفى البابي، وذكره الإمام مسلم في باب ذكر الدجال ١٨/ ٥٩-٦٠ شرح النووي.

<<  <   >  >>