للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الصفة الثامنة عشرة: صفة العين لله تعالى على ما يليق به سبحانه

العين صفة لله تعالى بلا كيف، وهي من الصفات الخبرية الذاتية الثابتة بالكتاب والسنة، وقد جاء ذكر العين في القرآن الكريم على حالتين:

١- ذكرت العين مضافة إلى ضمير المفرد. مثل قوله تعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} ١.

٢- ذكرت العين بصيغة الجمع، مضافة إلى ضمير الجمع مثله قوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} ٢.

وذكر العين مفردة لا يدل على أنها عين واحدة فقط، لأن المفرد المضاف يراد به أكثر من واحد. مثل قوله تعالى: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا} ٣، فالمراد نعم الله المتنوعة التي لا تدخل تحت الحصر والعدّ.

وقوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ} ٤، فالمراد بها جميع ليالي رمضان. ولو قال قائل: نظرت بعيني أو وضعت المنظار على عيني. لا يكاد يخطر ببال أحد ممن سمع هذا الكلام أن هذا القائل ليست له إلا عين واحدة. هذا ما لا يخطر ببال أحد أبداً٥.

قال الإمام ابن القيم: إذا أضيفت العين إلى اسم الجمع ظاهراً أو مضمراً فالأحسن جمعها مشاكلة للفظ، كقوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} ٦، و {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ


١ سورة طه آية: ٣٩.
٢ سورة القمر آية: ١٤.
٣ سورة إبراهيم آية: ٣٤، والنحل آية: ١٨.
٤ سورة البقرة آية: ١٨٧.
٥ مختصر الصواعق المرسلة ص: ٢٥.
٦ سورة القمر آية: ١٤.

<<  <   >  >>