للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بالمعنى الذي يعلمه ويريده، لا بالمعنى المتبادر من هذه الألفاظ.

٢- وبدليل أنهم لم يصل عنهم أنهم عينوا معاني هذه الألفاظ، ولو عينوها لنقل إلينا.

٣- وأخيراً لأنهم أوجبوا الوقوف على قوله تعالى: {إِلاَّ اللهُ} ١اهـ.

هذا كلام غير محرر وصاحبه بحاجة ليعيد النظر في مذهب السلف ليفهمه جيداً.

فبناء على هذا التصور الخاطئ يردد بعض السذج العبارة التقليدية الموروثة: "طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم"٢، ولست أدري من أول من قال هذه العبارة؟ وما الدافع إليها وما القصد منها؟! وهي عبارة غير محررة علمياً، لأنه ليس بمعقول علمياً ولا بمستساغ عقلاً أن تتوافر السلامة بكثرة في الجانب الذي يكون فيه العلم ناقصاً، ومقدار الجهل مرتفعاً، أخذاً من مفهوم العبارة بينما يتوافر العلم والحكمة في الجانب الذي ليست السلامة فيه بالمستوى المطلوب، بل دون ذلك فليعُد النظر في العبارة أصحابها لعل الله يفتح عليهم ويلهمهم الرشد من جديد.

وإنما الوضع السليم أن تتوافر السلامة حيث يوجد العلم والحكمة، لأن السلامة أثر من آثار العلم والحكمة، فحيث لا يوجد العلم لا توجد


١ لا نعلم أحداً من أهل العلم أوجب الوقوف على قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ} كما يفهم من كلام الدكتور عوض الله حجازي، بل المعروف عند أهل العلم أن الوقفين جائزان.
٢ وذكرت هذه العبارة في الحموية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية، فيرى بعض المعاصرين السلفيين أنها مدسوسة في بعض نسخ الكتاب بدليل عدم وجودها في بعض النسخ منه، كالنسخة التي نقلها ابن عبد الهادي في ترجمة ابن تيمية (العقود الدرية) فلتبحث، وإن كان شيخ الإسلام إنما ذكرها ليناقشها فيردها لا ليثبتها.

<<  <   >  >>