للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

السلامة، بل إذا ضعف العلم ضعفت السلامة ولا محالة، وهنا يحق لي أن أدعو أولئك المخدوعين الذين يرددون تلك العبارة أدعوهم لدراسة تراث السلف في المطالب الإلهية والمسائل الشرعية في الأصول والفروع ليدركوا مكانتهم العلمية وليستنيروا بنور علمهم وفقههم، حتى يتمكنوا من الخروج مما تورطوا فيه من تصويب مذهب الخلف وتفضيله وتجهيل علماء السلف وتنقيصهم بجعلهم بمثابة الأميين الذين يقرأون الكتاب ولا يفهمون معاني آياته، فهؤلاء المقلدون يعيشون في ظلام ليل ضرير، فهم لا يبصرون شيئاً ولكنهم يسمعون الصوت فيتبعونه لكن فيم يتبعون؟! أفي الصواب أم في الخطأ؟ وماذا يعني هذا القول؟ كل هذا ما لا يعرفونه. بل سمعوا فاتبعوا وقال من قبلهم قولاً فقالوا كما قالوا!! وإلا فكيف يسوغ لعاقل يدري ما يقول أن يعتقد أن المتخلفين أفقه من المتقدمين الذين عاش بعضهم عصر الوحي؟ وأن مجموعة أرسطو وتلامذتهم أعلم وطريقتهم أحكم من طريقة أولئك السادة الذين اختارهم الله لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام، وتتلمذوا عليه وأخذوا العقيدة بل الدين كله منه مباشرة، فور نزوله من السماء، ثم بلغوه لمن بعدهم كما فهموا فبلغ التابعون لتابعيهم، وهكذا يبلغ السابق اللاحق إلى العهد العباسي، وقد كانوا كلهم في تلك العهود السابقة على عقيدتهم الوحيدة، ولا يعرفون معنى للخلاف في العقيدة كما تقدم في غير موضع من الرسالة.

<<  <   >  >>