للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الباب الثالث:

تحدثت في هذا الباب عن العلاقة بين الصفات والذات، وذكرت أن الإيمان بالذات يستلزم الإيمان بالصفات ضرورة عدم وجود ذات مجردة عن الصفات في الخارج، وكذلك العكس أي أن الإيمان بالصفات لا يتم إلا بالإيمان بالذات، وعبرت عن هذا المعنى بالتلازم، ثم تحدثت عن مبحث المغايرة بين الذات والصفات، وأكدت أن إطلاق المغايرة أو عدم المغايرة لا ينبغي إلا بعد التفصيل.

كما ذكرت عند هذه النقطة موقف السلف وهو عدم الخوض في مثل هذه البحوث، إلا ما تدعو الضرورة إليه، لأن الإيمان بالله هو الإيمان الشامل الذات والصفات معاً -هذا هو المفهوم الذي لا خلاف فيه عندهم، أخذاً من السنة العملية حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يحلف بأسمائه تعالى وصفاته ويستعيذ بها إذ يقول عليه الصلاة والسلام: "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" ١. ويقول عليه الصلاة والسلام: "أعوذ برضاك من سخطك"، وكان المفهوم عندهم أن من قال: عبدت الله أو دعوت الله، أو حلفت بالرحمة أنها كلها من باب واحد، ولا يفهم منها إلا أنهم حلفوا واستعاذوا بالله، ولا يخطر بالبال هل من حلف بالله أو من حلف بصفة من صفات الله حكمهما واحد، أم يختلف؟ هذا مالا عهد بهم به بل هو مفهوم مستحدث.

الباب الرابع:

تحدثت في هذا الباب عن طبيعة العلاقات بين الصفات بعضها ببعض من حيث المعاني والآثار فقررت أن علاقات الصفات فيما بينها قد


١ صحيح مسلم: باب الأدعية والتعوذات، وتقدم.

<<  <   >  >>