للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يريد: ولا أدري: لأن الفعل غير مجزوم فحذف الياء مجتزئاً بالكسرة التي قبلها، لأنها تدل عليها.

وقد وقع في ألفية ابن مالك شيء من ذلك، إذ قال في باب "الإضافة":

وبعضُ الاسماءِ يُضاف أبدا ... وبعضُ ذا قد يأتِ لفظاً مفردا١

أراد: قد يأتي. بإثبات الياء، لأنه فعل مضارع مرفوع، إلا أنه قد حذف لامه وهي الياء ضرورة٢.

قال الزمخشري: "والاجتزاء بالكسرة عن الياء كثير في لغة هذيل"٣.

وعدّ ابن الشجري هذا الحذف شاذاً في غير الفواصل والقوافي٤.

وهذه المسألة قريبة من سابقتها أو هي منها. والراجح فيها لدي ما ترجح هناك من أنه يجوز حذف الياء في غير ما ضرورة، وذلك لمجيئه في القرآن الكريم وهو أفصح كلام بلا ريب، قال المولى عز وجل: {وَسَوْفَ يُؤْتِ} ٥، {يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إلاَّ بِإذْنِهِ} ٦. قرأ نافع وأبو عمرو والكسائي: "يأتي" بإثبات الياء وصلاً، وحذفها وقفاً. وقرأ ابن كثير بإثباتها وصلاً ووقفاً. وقرأ باقي السبعة بحذفها في الحالين٧.


١ الألفية ص ٣٣.
٢ انظر: منحة الجليل ٢ / ٥١.
٣ الكشاف ١ / ٢٣٥.
٤ انظر: أمالي ابن الشجري ٢ / ٢٨٩.
٥ من الآية ١٤٦ من سورة النساء.
٦ من الآية ١٠٥ من سورة هود.
٧ انظر: السبعة في القراءات ٣٣٨، البحر المحيط ٥ / ٢٦١، الدر المصون ٦ / ٣٨٧.

<<  <   >  >>