للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تقديم المفعول له على عامله]

الأصل في المفعول له أنه يجوز تقديمه على عامله نحو: مخافةَ شره جئته، لأن العامل متصرف في نفسه فيتصرف في معموله١. هذا إن لم يكن هناك مانع يمنع من ذلك. فإن كان هكذا امتنع تقديم المفعول له إلا على جهة الضرورة الشعرية. وممَّن نصّ على جواز تقديمه أبو حيان٢، والمرادي٣، والسيوطي٤، سواء كان المفعول له منصوباً أو مجروراً.

وذهبت طائفة منها ثعلب إلى منع تقديم المفعول له على عامله٥. والسماع يرد عليهم، قال الشاعر:

فما جَزَعاً وربِّ الناس أبكي-ولا حرصاً على الدنيا اعتراني ٦

فإن "جزعاً" مفعول له مقدم على عامله وهو "أبكي".

وقد اضطر ابن مالك إلى تقديم المفعول له مع وجود المانع حين قال:

فاجرره باللام وليس يمتنعْ مع الشروطِ كلزُهْدٍ ذا قَنِعْ٧.


١ انظر: أسرار العربية ١٨٩.
٢ انظر: الارتشاف ٢/٢٢٤، التذييل والتكميل جزء (٢) لوحة ١٩٧.
٣ انظر: توضيح المقاصد ٢/٨٩.
٤ انظر: الهمع ٣/١٣٥.
٥ انظر: الارتشاف ٢/٢٢٤، الهمع ٣/١٣٥.
٦ البيت من " الوافر ".
قال الشنقيطي: نسبه أبو حيان لجحدر، فإن كان يريد جحدر بن مالك الحنفي فلم نجده في نونيته المشهورة إلا أن يكون سقط من الرواة. الدرر ٣/٨٠. وهو في الهمع ٣/١٣٥ بلا نسبة.
٧ الألفية ص٢٧.

<<  <   >  >>