للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعقَّب عليه الأزهري بقوله: "يلزم منه الفصل بين الموصوف والصفة بالمبتدأ، وهو أجنبي من الخبر"١.

فمذهب جمهور النحويين أنه لا يجوز الفصل بين الموصوف والصفة بما ليس معمولاً لواحدٍ منهما، بل لم أقف على قول لأحد يجيز ذلك إلا في ضرورة الشعر.

نصَّ على ذلك ثُلةٌ من العلماء منهم ابن جني٢، وابن عصفور٣، وابن القواس٤، وأبو حيَّان٥.

فمن الفصل بين الصفة والموصوف بالأجنبي قول عروة بن الورد:

أقولُ لقومٍ في الكنيفِ تروَّحوا ... عشية بتنا عند ماوان رُزّحِ٦

يريد: أقول لقوم رزّحٍ في الكنيف تروَّحوا عشية بتنا عند ماوان٧

وعليه فإن بيت ابن مالك الآنف الذكر يُعدُّ من هذا القبيل، حيث ألجأته ضرورة الشعر إلى الفصل بين الموصوف "فعلان" وصفته - وهي قوله: "غير متصرفين". وكذا قوله: "رافعان" - بالمبتدأ وهو أجنبي من الخبر، بمعنى أن المبتدأ ليس معمولاً للخبر. وهو الصحيح.


١ تمرين الطلاب في صناعة الإعراب ٨٠.
٢ انظر: الخصائص ١ / ١٤٧.
٣ انظر: شرح الجمل ٢ / ٦٠٧، المقرب ١ / ٢٢٨، ضرائر الشعر ٢٠٤.
٤ انظر: شرح ألفية ابن معطي ٢ / ١٣٩٠.
٥ انظر: الارتشاف ٣ / ٣١٥.
٦ من "الطويل"
"تروَّحوا": ساروا بالرواح. "ماوان": وادٍ فيه ماء لبني فزارة
"رزَّح": الرزاح: الذي قد سقط من الهزال والأعياء
والبيت في: الديوان ٢٣، أمالي القالي ٢/٢٣٤، حماسة أبي تمام ١/٢٥٣، ضرائر الشعر للقزاز ٢٠٥.
٧ انظر: ضرائر الشعر ٢٠٥.

<<  <   >  >>