للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألا ترى أنه حذف التاء من أبقلت، وقد كان يمكنه أن يثبت التاء وينقل حركة الهمزة فيقول: أبقلت ابقالها١.

قال ابن جني في قول الشاعر٢:

فزججتها بمزجة ... زجَّ القلوصَ أبي مزاده ٣

- (فصل بينهما بالمفعول به) ، هذا مع قدرته على أن يقول:

زجّ القلوص أبو مزاده

كقولك: سرَّني أكلُ الخبز زيدٌ ... فارتكب هاهنا الضرورة مع تمكنه من ترك ارتكابها٤.


١ انظر: شرح الجمل ٢/٥٥٠.
٢ لم أقف على اسمه.
٣ قال البغدادي: "يقال: زججته زجًّا: إذا طعنته بالزُّجّ - بضم الزاي - وهي الحديدة في أسفل الرمح.
وزج القلوص: مفعول مطلق، أي زجاً مثل زج. والقَلوص - بفتح القاف - الناقة الشابة. وأبو مزادة: كنية رجل".
وقول العيني: الأظهر أن الضمير في زججتها يرجع إلى المرأة؛ لأنه يخبر أنه زج امرأته بالمزجة كما زج أبو مزادة القلوص كلامٌ يُحتاج في تصديقه إلى وحي، وقد انعكس عليه الضبط في "مزجَّة" فقال: هي بكسر الميم، والناس يلحنون فيها فيفتحون ميمها " الخزانة ٤/٤١٥.
والبيت في: معاني القرآن ١/٣٥٨، ٢/٨١، وفيه "متمكناً" بدل: "بمزجة"، مجالس ثعلب ١/١٢٥، الخصائص ٢/٤٠٦، الإنصاف ٢/٤٢٧، المقاصد النحوية ٣/٤٦٨.
٤ الخصائص ٢/٤٠٦.

<<  <   >  >>