للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتجوَّز في قوله: "على معمول فعل"، لأن العطف حقيقة إنما هو على الجملة الفعلية١.

يعني أن الاسم المشتغل عنه إذا وقع بعد عاطف تقدمته جملة فعلية ولم يُفصل بين العاطف والاسم اختير نصبه نحو: قام زيدٌ وعمراً أكرمتُه، وذلك طلباً للمناسبة بين الجملتين، لأن مَنْ نَصَبَ فقد عطف فعلية على فعلية، ومن رفع فقد عطف اسمية على فعلية، وتناسب المتعاطفين أولى من تخالفهما٢.

٥ - وقال في باب "إعراب الفعل":

وإن على اسمٍ خالصٍ فعلٌ عُطفْ ... تنصبُهُ " أنْ " ثابتاً أو منحذفْ ٣

فجعل الفعل هو المعطوف، والمعطوف في الحقيقة إنما هو المصدر٤، أي المؤول من "أنْ" والفعل، كما في قول الشاعرة٥:

ولبسُ عباءةٍ وتقرَّ عيني ... أحبُّ إليَّ من لُبْسِ الشُّفوفِ٦


١ انظر: توضيح المقاصد ٢/٤٢، شرح الأشموني ٢/٧٩.
٢ انظر: شرح الأشموني ٢/٧٩.
٣ الألفية ص٥٢.
٤ انظر: توضيح المقاصد ٤/٢٢٢.
٥ هي ميسون بنت بحدل الكليبية. زوج معاوية بن أبي سفيان. شاعرة بدوية. توفيت نحو (٨٠هـ) . (الكامل لابن الأثير ٣/٢٦١، الخزانة ٨/٥٠٥، ٥٠٦) .
٦ من "الوافر" من جملة أبيات قالتها الشاعرة في الحنين إلى أهلها وإلى حالتها الأولى والتذمر من الحاضرة.
" الشفوف ": جمع شَِفّ - بكسر الشين وفتحها -: ثياب رقاق تصف البدن.
والبيت في: الكتاب ١/٤٢٦، المقتضب ٢/٢٧، الأصول ٢/١٢٤، الصاحبي ١٤٦، الاقتضاب ١١٥، الجنى الداني ١٥٧، التصريح ٢/٢٤٤.

<<  <   >  >>