للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الأفعال هذه اللامَ. ففيه تقديم معمول الصلة على الموصول وذلك جائز في الشعر"١.

قلت: اختلف النحاة في تقديم معمول الصلة على الموصول. فجمهور البصريين على منع تقديم شئ من الصلة على الموصول مطلقاً، سواء كان الموصول اسماً أو حرفاً. فإن جاء ما ظاهره كذلك أوَّلوه٢.

وذهب الكوفيون إلى جواز ذلك مطلقاً٣.

وأجاز بعض البصريين تقدم المتعلق بالصلة على الموصول إذا كان ظرفاً أو جاراً ومجروراً مطلقاً٤ وجعله متعلقاً بالصلة نفسها، لأن العرب تتسع في الظروف والمجرورات ما لا تتسع في غيرها من الفضلات، لكثرة دورانهما في الكلام٥.

وذهب ابن الحاجب (٦٤٦هـ) إلى جواز تقديم معمول الصلة على الموصول مع "أل" خاصة، كقوله تعالى: {وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدينَ} ٦، ومنعه فيما عدا ذلك٧.

وهو قريبٌ من رأي ابن مالك في شرح التسهيل إلاَّ أنَّ ابن مالك جعل التقدم مع "أل" مطرداً إذا كانت مجرورة بـ"مِنْ" التبعيضية كالآية السابقة، ومَنَعَ التقدم في غير "أل" مطلقاً، ومعها إذا لم تجرَّ بـ"من"٨.

١ تمرين الطلاب في صناعة الإعراب ٣٥، ٣٦.

٢ انظر: الأصول ٢/٢٢٣، ٢٢٤، المسائل البغداديات ٥٥٨، اللامات ٥٨، البحر المحيط ١/٣٩٥، الهمع ١/٣٠٤، ٣٠٥، أمالي ابن الحاجب ١/١٥٢، ١٥٣.

٣ انظر: الارتشاف ١/٥٥٣، الدر المصون ٥/٢٧٩.

٤ انظر: الدر المصون ٥/٢٧٩.

٥ انظر: شرح الجمل ١/٥٥٥، الارتشاف ١/٥٥٣، الدر المصون ٥/٢٧٩.

٦ من الآية ٢٠ من سورة يوسف.

٧ انظر: الأمالي النحوية ١/١٥٢.

٨ انظر: شرح التسهيل ١/٢٣٧، ٢٣٨.

<<  <   >  >>