للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذهب جمهور البصريين إلى جواز تقدمه. وكذا من المتأخرين أبو علي الفارسي١ (٣٧٧هـ) وابن جني٢، وابن بَرْهان٣ (٤٥٦هـ) وعبد القاهر الجرجاني٤ (٤٧١هـ) والزمحشري٥، وأبو البقاء العكبري٦ (٦١٦هـ) وابن عصفور٧.

ومما احتج به أصحابُ هذا الرأي قوله تعالى: {أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْروفاً عَنْهُمْ} ٨، فقالوا: إن "يوم" معمول "مصروفاً" وتقديم المعمول يؤذن بتقدم العامل٩.

أما ابن مالك فرأيه رأي الفريق الأول القائل بمنع تقديم خبر "ليس" عليها ١٠، وقال: لنا في الآية ثلاثة أجوبة:

أحدها: أن "يوم" مرفوع بالابتداء، وإنما بني على الفتح لإضافته إلى الجملة وذلك سائغ مع المضارع كسوغه مع الماضي.

الثاني: أن المعمول قد يقع حيث لا يقع العامل نحو: أمَّا زيداً فاضرب، فإنه لا يلزم من تقديم معمول الفعل بعد "أمَّا" تقديم الفعل.


١ انظر: الإيضاح ١/١٠١.
٢ انظر: الخصائص ٢/٣٨٢.
٣ انظر: شرح اللمع ١/٥٨، ٥٩
وابن بَرْهان هو: عبد الواحد بن علي الأسدي العكبري، أبو القاسم. عالم في النحو واللغة.
(نزهة الألباء ٢٥٩، ٢٦٠، إنباه الرواة ٢/٢١٣ - ٢١٥، شذرات الذهب ٣/٢٩٧) .
٤ انظر: المقتصد ١/٤٠٨.
٥ انظر: المفصل ٢٦٩.
٦ انظر: التبيان ٢/٦٩٠.
٧ انظر: شرح الجمل ١/٣٨٩.
٨ من الآية ٨ من سورة هود.
٩ انظر: التبيان ٢/٦٩٠، شرح الجمل ١/٣٨٩.
١٠ انظر: شرح التسهيل ١/٣٥١، شرح عمدة الحافظ ١١٢.

<<  <   >  >>