للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثاني: الجواز مطلقاً، وإليه ذهب الفراء١، والأخفش٢، وصحَّحه ابن مالك مع التضعيف٣.

واستدل المجيزون بجملة من الشواهد، منها قراءة بعضهم ٤: {وَقَالُوا ما فِي بُطُونِ هذِه الأنعامِ خالِصَةً لِذكُورِنا ومُحَرَّمٌ على أَزْواجِنا} ٥.

بنصب " خالصةً " على الحال المتوسطة بين المخبر عنه وهو " ما " والمخبر به وهو " لذكورنا".

أما المانعون فقد ردُّوا ذلك وتأولوه.

فمن أقوالهم: إن ما ورد من هذا قليل لا يُحفظ منه إلا هذا، وما لا بال له لقلته لا ينبغي القياس عليه ٦.

ومن تخريجاتهم للآية أن " خالصة " معمولة للجار والمجرور قبلها على أنها حال من الضمير المستتر في صلة " ما " فهو العامل في الحال. وتأنيث " خالصة " باعتبار معنى " ما "؛ لأنها واقعة على الأجنَّة ٧.

المذهب الثالث: الجواز بقوة إن كان الحال ظرفاً أو جاراً ومجروراً وبضعف إن كان اسماً صريحاً، وهو مذهب ابن مالك في التسهيل وشرحه ٨.


١ انظر: الارتشاف ٢/٣٥٥.
٢ انظر: شرح الجمل ١/٣٣٥، الفوائد الضيائية ١/٣٨٨.
٣ انظر: شرح التسهيل ٢/٣٤٦، وانظر: الهمع ٤/٣٣.
٤ هي قراءة ابن عباس بخلاف، والأعرج، وقتادة، وسفيان بن حسين، وابن جبير، والزهري.
(مختصر في شواذ القرآن ٤١، المحتسب ١/٢٣٢، البحر المحيط ٤/٢٣١) .
٥ من الآية ١٣٩ من سورة الأنعام.
٦ انظر: شرح الألفية لابن الناظم ٢٣٩. وانظر: شرح الجمل ١/٣٣٦.
٧ انظر: التصريح ١/٣٨٥، شرح الأشموني ٢/١٨٢. وانظر: إعراب القرآن للنحاس ٢/١٠٠، الكشاف ٢/٤٣.
٨ انظر: التسهيل ١١١، وشرحه ٢/٣٤٦. وانظر: الارتشاف ٢/٣٥٦، شرح الأشموني ٢/١٨١.

<<  <   >  >>