للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو ذكر الإنسان كل ما أنسيه لشقي، ولو جد في كل شيء لانتكث.

وقد يكون الذكر إلى الهلكة سلماً كما يكون النسيان للسلامة سبباً. وسبيل المزاح والجد كسبيل المنع والبذل. وعلى ذلك يجري جميع القبض والبسط.

فهذا وما قبله جمل أقاويل القوم.

ونحن نعوذ بالله أن نجعل المزاح في الجملة كالجد في الجملة، بل نزعم أن بعض المزح خير من بعض الجد، وعامة الجد خير من عامة الهزل. والحق أن ينضح عن بعض المزح، ويحتج لجمهور الجد. وكيف لنا بذم جميع المزح مع ما نحن ذاكرون.

وقد مزح رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا يقال: كان فيه مزاح، ولا يقال مزاح. وكذا الأئمة ومن تبذل في بعض الحالات من أهل الحلم والوقار.

وقال عمر رضوان الله تعالى عليه: " إنا إذا خلونا كنا كأحدكم ".

وقد كان عمر عبوساً قطوباً.

<<  <  ج: ص:  >  >>