للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكان يقول: إن الله تعالى يرزق الحلال والحرام. ويستدل بقوله عزّ وجل {كُلاًّ نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ. وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} يعنى ممنوعا.

وكان يقول: إن الرزق مقسوم، لا زيادة فيه ولا نقصان. وإن وجه الزيادة:

أن يلهمه الله تعالى إنفاقه فى طاعة، فيكون ذلك زيادة ونماء. وكذلك الأجل لا يزاد فيه ولا ينقص منه. ووجه الزيادة فى الأجل: أن يلهمه الطاعة. فيكون مطيعا فى عمره. فبالطاعة يزيد. وبالمعاصى ينقص. وأما المدة عنده: فلا تزيد ولا ينقص. وقرأ {لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ}.

وكان يذهب إلى جواز الكرامات للأولياء. ويفرق بينها وبين المعجزة.

وذلك: أن المعجزة توجب التجرى إلى صدق من جرت على يده. فإن جرت على يدى ولى كتمها وأسرها. وهذه الكرامة، وتلك المعجزة. وينكر على من رد الكرامات ويضلله.

وكان يأمر بالكسب لمن لا قوت له، ويأمر من له قوت بالصبر، ويجعله فريضة عليه.

وكان يقول: إن بعض النبيين أفضل من بعض. ومحمد صلّى الله عليه وسلم أفضلهم، والملائكة أيضا بعضهم أفضل من بعض. وإن بنى آدم أفضل من الملائكة. ويخطى، من يفضل الملائكة على بنى آدم.

ويقول: إن الوصية قبل الموت أخذ بالحزم للقاء الله عزّ وجل، ويقول:

إن التائب من الذنوب كمن لا ذنب له.

ويقول: من كان له ورد فقطعه: خفت عليه أن يسلب حلاوة العبادة.

قال إبراهيم الحربى: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إن أحببت أن يدوم الله لك على ما تحب فدم له على ما يحب.

<<  <   >  >>