وقال آخر:
وإن اغتراب المرء من غير حاجة ... ولا فاقة يسمو لها لعجيب
فحسب امريء ذلاً ولو أدرك الغنى ... ونال ثراءً، أن يقال غريب
إن الغريب وإن يكن في غبطة ... لمعذب وفؤاده محزون
ومتى يكون مع التغرب عاشقاً ... ومفارقاً يا رب كيف يكون
إن الغريب ذليل أينما سلكا ... لو أنه ملك كل الورى ملكا
إذا تغنى حمام الأيك في غصن ... حن الغريب إلى أوطانه فبكى
سل الله الإياب من المغيب ... فكم قد رد مثلك من غريب
وسل الحزن منك بحسن ظن ... ولا تيأس من الفرج القريب
تصبر ولا تعجل وقيت من الردى ... لعل إياب الظاعنين قريب
فقلت وفي قلبي جوى لفراقها: ... ألا لا تصبرني فلست أجيب
أعاذل حبي للغريب سجية ... وكل غريب للغريب حبيب
لئن قلت لم أجزع من البين إن مضوا ... لطيتهم إني إذاً لكذوب
بلى غبرات الشوق اضرمت الحشا ... ففاضت لها من مقلتي غروب
إذا اغترت الكريم رأى أموراً ... مجللة يشيب لها الوليد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute