للخيزران «١» : «استزيريها» ، فزارتها، وجاءت إليها، فقالت لها:«هل لك في الحمام» ؟ قالت:«نعم» ، فلما دخلت الحمام، وافاها المهدي، فبرزت له، ولم تستتر عنه، فقال لها المهدي:«إنا وليك فزوجيني نفسك» ، فقالت «أنا أمتك» ، فتزوجها ونال منها، فلما انصرفت أخبرت أخوتها بما كان، فقالوا:«أمسكي عنه» ، فلما كان بعد مدة، قالوا لها:
«استزيري الخيزران» ، فاستزارتها، فلما صارت إليها قالت:«هل لك في الحمام» ؟ قالت:«نعم» ، فلما دخلتا معاً ما شعرت الخيزران إلا ببني أبي عبيد الله قد عمدوا عليها فاستترت عنهم، فقالوا:«لو أردنا أن نفعل كما فعلتم بحرمتنا لفعلنا، ولكنا لا نستحل» ، فقالت لهم:«والله لو رمتم ذلك لأمرت الخدم بقتلكم» ، فانصرفوا، فلما رجعت الخيزران، أخبرت المهدي بذلك، فكان السبب في قتل المهدي محمد بن أبي عبيد على الزندقة.
وبلغه أيضاً عن عونة بنت أبي عون، جمال وهيئة، فقال للخيزران:
«استزيريها» فاستزارتها، فقالت لها الخيزران:«هل لك في الحمام» ؟
قالت:«نعم» ، فلما دخلتا ما شعرت إلا بالمهدي قد وافاها، فاستترت بالخيزران وقالت: والله لئن دنوت مني لأضربن بالكرنيب وجهك» ، فقال:
«ويلك إنما أردت أن أتزوجك» ، قالت:«لا سبيل إلى ذلك» ، فانصرف عنها، فأخبرت أباها، فقال:«لا حسنت في فعلك» .