فهل عندك دواء؟» قال:«نعم. خذ خوفقاً وسربقاً ورقرقاً، فاغسله واشربه بماء» . فقال:«لا أدري ما تقول» ، قال:«ولا أنا دريت ما قلت» .
قال: وقال يوماً آخر: «إني أجد معمعة في قلبي، وقرقرة في صدري» ، فقال له:«أما المعمعة فلا أعرفها، وأما القرقرة فهي ضراط غير نضيج» .
قال: وأتى رجل الهيثم بن العريان، بغريم له قد مطله حقه، فقال:
«أصلح الله الأمير! إن لي على هذا حقاً قد غلبني عليه» . فقال له الآخر:
«أصلحك الله. إن هذا باعني عنجداً «١» ، واستنسأته «٢» حولاً، وشرطت عليه أن أعطيه مياومة، فهو لا يلقاني في لقم «٣» إلا اقتضاني ذهباً» . فقال له الهيثم:«أمن بني أمية أنت» ؟ قال: لا. قال:«فمن بني هاشم أنت» ؟
قال: لا. قال:«أفمن أكفائهم من العرب» ؟ قال: لا. قال:«ويلي عليك! انزعوا ثيابه» . فلما أرادوا أن ينزعوا ثيابه قال:«أصلحك الله، إن إزاري مرعبل»«٤» . قال:«دعوه، فلو ترك الغريب في موضع لتركه في هذا الموضع» .
قال: ومر أبو علقمة ببعض الطرق، فهاجت به مرة، فوثب عليه قوم، فجعلوا يعصرون إبهامه، ثم يؤذنون في أذنه. فأفلت من أيديهم، فقال:
«ما بالكم تتكأكأون «٥» علي تكأكؤكم على ذي جنة؟ افرنقعوا «٦» عني» .
فقال رجل منهم:«دعوه، فإن شيطانه يتكلم بالهندية» .
قال: وقا لحجام يحجمه: «اشدد قصب الملازم، وأرهف ظبة المشارط، وخفف الوضع، وعجل النزع، وليكن شرطك وخزاً، ومصك نهزاً، ولا تكرهن أبياً، ولا تردن أتياً» . فوضع الحجام محاجمه في جونته، وانصرف.