لا تلمني، وارفق خليلي بشأني ... إنه ما عناك يوماً عناني
قال علي بن الحسين: فو الله ما رأيت أحسن منها، ولا أرق من غنائها بهذا الصوت، فما برحت حتى اصطلحا، وألهتني، والله، عن الغنى؛ فأقمت بالبصرة.
وعن الكلبي «١» ، قال: بينا عمر بن أبي ربيعة يطوف بالبيت في حال نسكه، فإذا هو بشاب قد دنا من شابة ظاهرة الجمال؛ فألقى إليها كلاماً، فقال له عمر:«يا عدو الله، في بلد الله الحرام، وعند بيته تصنع هذا» ؟
فقال:«يا عماه، إنها ابنة عمي، وأحب الناس إلي، وإني عندها لكذلك، وما كان بيني وبينها من سوء قط أكثر مما رأيت» . قال:«ومن أنت» ؟
قال:«أنا فلان بن فلان» ، قال:«أفلا تتزوجها» ؟ قال:«أبى علي أبوها» ، قال:«ولم» ؟ قال:«يقول ليس لك مال» ، فقال:«انصرف، والقني» ، فلقيه بعد ذلك، فدعا ببغلته فركبها، ثم أتى عم الفتى في منزله، فخرج إليه فرحاً بمجيئه، ورحب وقرب، فقال:«ما حاجتك، يا أبا الخطاب» ؟ قال: لم أرك منذ أيام فاشتقت إليك، قال:«فانزل» ، فأنزله وألطفه، فقال له عمر في بعض حديثه:«إني رأيت ابن أخيك، فأعجبني تحركه، وما رأيت من جماله وشبابه» ، قال له:«أجل! ما يغيب عنك أفضل مما رأيت» ، قال:«فهل لك من ولد» ؟ قال:«لا، إلا فلانة» . قال:«فما يمنعك أن تزوجه إياها» ؟ قال:«إنه لا مال له» قال:
«فإن لم يكن له مال، فلك مال» ، قال: فإني أضن به عنه، قال:
لكني لا أضن به عنه، فزوجه واحتكم، قال: مائة دينار، قال:
نعم. فدفعها عنه، وتزوجها الفتى، وانصرف عمر إلى منزله، فقامت إليه جارية من جواريه، فأخذت رداءه، وألقى نفسه على فراشها وجعل يتقلب؛ فأتته بطعام، فلم يتعرض له، فقالت: أظنك، والله، قد وجدت