من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس
فقال كعب:«يا أمير المؤمنين من هذا الذي قال هذا؟ هو مكتوب في التوراة» ؟ فقال عمر:«كيف ذلك» ؟ قال في التوراة مكتوب:«من يصنع الخير لا يضيع عندي لا يذهب العرف بيني وبين عبدي» .
وقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم:«أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فما هذا الاجتهاد» ؟ فقال:«أفلا أكون عبداً شكوراً» . وفي الحديث «أن رجلاً قال في الصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم ربنا لك الحمد حمداً مباركاً طيباً زكياً» ، فلما انصرف صلى الله عليه وسلم، قال:«أيكم صاحب الكلمة» ؟ قال أحدهم:«أنا يا رسول الله» . فقال:«لقد رأيت سبعة وثلاثين ملكا يتبدرون أيهم يكتبها أولاً» وقيل: «نسيان النعمة أول درجات الكفر» . وقال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه:«المعروف يكفر من كفره لأنه يشكرك عليه أشكر الشاكرين» ، وقد قيل في ذلك:
يد المعروف غنم حيث كانت ... تحملها كفور أم شكور
فعند الشاكرين لها جزاء ... وعند الله ما كفر الكفور
وقال بعض الحكماء:«ما أنعم الله على عبد نعمة فشكر عليها إلا ترك حسابه عليها» . وقال بعض الحكماء:«عند التراخي عن شكر النعم تحل عظائم النقم» . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يقول لعائشة ما فعل بيتك فتنشده:
يجزيك أو يثنى عليك وإن من ... أثنى عليك بما فعلت كمن جزى
فيقول صلى الله عليه وسلم:«صدق القائل، يا عائشة، إن الله إذا أجرى على يد رجل خيرا فلم يشركه، فليس لله بشاكر» . وقيل لذي الرمة:«لم خصصت بلال بن أبي بردة بمدحك» ؟ قال:«لأنه وطأ مضجعي، وأكرم مجلسي، وأحسن صلتي، فحق لكثير معروفه عندي أن يستولي على شكري» . ومنهم من يقدم ترك مطالبة الشكر وينسبه إلى مكارم الأخلاق، من ذلك ما قال بزرجمهر:«من انتظر بمعروفه شكرك عاجل المكافأة» ، وقال بعض