يبكيك؟ فقال: أبكي على ظالمي. ومن أخذ مالي، أرحمه غداً إذا وقف بين يدي الله عز وجل، وسأله فلا تكون له حجة» . وقال الحسن البصري:
«أيها المتصدق على السائل يرحمه، ارحم أولاً من ظلمت» . وروي عن عبد الله بن سلام قال:«قرأت في بعض الكتب: قال الله عز وجل: «إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني» . قال خالد بن صفوان:
«إياكم ومجانيق الضعفاء (يعني الدعاء) .
وضده، قيل: لما قالت التغلبية للجحاف بن حكيم السلمي، وفيه وقعته بالبشر:«قوض الله عمادك، وأطال سهادك، وأقل رقادك، فو الله إن قتلت إلا نساء أسافلهن دمي، وأعاليهن ندي» ، قال لمن حوله:«لولا أن تلد مثلها لخليت سبيلها» . فبلع ذلك الحسن البصري فقال:«أما الجحاف فجذوة من نار جهنم» . قال: ولما بنى زياد بناء البصرة، أمر أصحابه أن يسمعوا من أفواه الناس، فأتى برجل تلا آية:«أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون» . قال:«وما دعاك إلى هذا» ؟ قال: آية من كتاب الله عز وجل خطرت على بالي فتلوتها، والله لأعلمن فيك بالآية الثانية:«وإذا بطشتم جبارين» ثم أمر به فبني عليه ركن من أركان القصر.
قال وبعث زياد إلى رجل من بني تميم فقال:«أخبروني بصلحاء كل ناحية» ، فأخبروه، فاختار منهم رجالاً فضمنهم الطريق، وقال:«لو ضاع بيني وبين خراسان حبل لعلمت من لقطه» . وكان يدفن الناس أحياء، وينزع أضلاع اللصوص.
قال: وقال عبد الملك للحجاج: «كيف تسير في الناس» ؟ قال:
«انظر إلى عجوز أدركت زياداً، فاسألها عن سيرته، فاعمل بها» ، فأخذ والله بسنته حتى ما ترك منها شيئاً. وذكروا أن الحجاج لما أتى المدينة أرسل إلى الحسن بن الحسن رضي الله عنه فقال:«هات سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه» ، قال:«لا أفعل» ، قال: فجاء الحجاج بالسيف والسوط فقال:
«والله لأضربنك بهذا السوط حتى أقطعه، ثم لأضربنك بهذا السيف حتى تبرد أو تأتيني بهما» ، فقال الناس:«يا أبا محمد لا تعرض لهذا الجبار» ،