للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْمَذْكُورُ هُوَ الَّذِي خَلَقَهُ اللَّهُ وَكَتَبَ بِهِ فِي اللَّوْحِ الْمَذْكُورِ الْمَقَادِيرَ، كَمَا فِي سُنَنِ أبي داود، عن عبادة بن الصامت، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " [إن] أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ، فَقَالَ لَهُ: اكتب، قال: يا رب، وما [ذا] أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تقوم الساعة" ١.


١ صحيح، غير أنني متوقف في صحة الحرف الذي استدل به المؤلف وهو "فقال"، فقد جاء في بعض الروايات بلفظ: "ثم قال" فأخرجه أبو داود "٤٧٠٠" من طريق أبي حفصة قال: قال عبادة بن الصامت فذكره بلفظ "فقال ... ".
قلت: وأبو حفصة اسمه حبيش بن شريح الشامي لم يوثقه غير ابن حبان، وفي "التقريب": "مقبول" يعني عند المتابعة، وإلا فلين الحديث كما نص عليه في المقدمة، وقد توبع، لكن الطريق إلى المتابع لا يصح، فقال الطيالسي "٥٧٧": حدثنا عبد الواحد بن سليم عن عطاء ابن أبي رباح، حدثني الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه به ... ومن طريق الطيالسي رواه الترمذي "٢/ ٢٣٢" وقال: "حديث حسن غريب، وفيه عن ابن عباس".
قلت: وعبد الواحد هذا ضعيف كما في "التقريب".
وقد خالفه أيوب بن زياد فقال: حدثني عبادة بن الوليد بن عبادة حدثني أبي به، لكنه قال: "ثم قال: اكتب ... "
وهذا أخرجه أحمد "٥/ ٣١٧" وسنده حسن، رجاله كلهم ثقات معروفون، غير زياد هذا، وقد روى عنه جماعة، ووثقه ابن حبان، فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى، لكن قد أخرجه الآجري في "كتاب الشريعة" "ص١٧٧" من طريقه بلفظ "فقال له: اجر ... ".
ورواه يزيد ابن أبي حبيب عن الوليد بن عبادة به بلفظ: "ثم قال له: اكتب".
ورجاله ثقات غير ابن لهيعة فإنه سيئ الحفظ.
ويشهد له حديث أبي هريرة بلفظ: "إن أول شيء خلق الله عز وجل القلم، ثم خلق النون وهي الدواة، ثم قال: اكتب ... " الحديث.
رواه الآجري والواحدي في تفسيره "٤/ ١٥٧/ ٢" وفيه الحسن بن يحيى الخشني مختلف فيه، وفي "التقريب" "صدوق كثير الغلط".
وبالجملة فالرويات في هذا الحرف مختلفة، ولذلك فإنه لا يتم للمصنف الاستدلال بالرواية الأولى على تقدم خلق العرش عن القلم، حتى يثبت أرجحيتها على الأخرى: "ثم قال ... " =

<<  <   >  >>