٢ كانت أولاهما في مكة المشرفة ١٣٤٩هـ, وقد قامت بها لجنة من العلماء برئاسة العلامة الشيخ عبد الله بن حسن بن حسين آل الشيخ -رحمه الله تعالى، واعتمدوا فيها على نسخة خطية، كثيرة الغلط والتحريف، لم يتيسر لهم الوقوف على غيرها، فلم يألوا جهدًا في تصحيحها، وتقويم ما انحرف عن الصواب فيها جزاهم الله الخير، ولكن طبعتهم مع ذلك لم تخل من أغلاط كثيرة، ثم تصدى للنشر ثانية أستاذي العلامة المحدث الشيخ أحمد محمد شاكر -رحمه الله، فقام بطبعه في القاهرة سنة ١٣٧٣هـ معتمدًا الطبعة السالفة، واجتهد في تصحيح كلام الشارح، وقابل الأحاديث والآثار، فجاءت في طبعته أمثل من سابقتها وأقرب إلى الصحة. إلا أن في كلتا الطبعتين عيبًا لم يكن للقائمين عليهما حيلة في تداركه، فإن النسخة الخطية التي طبع عنها الكتاب في كلا المرتين لم يقتصر فسادها على ما فشا فيها من الغلط والتحريف، بل وقع فيها أيضًا سقط وخروم في مواطن كثيرة يبلغ بعضها ورقة كاملة، فاختل بذلك سياق الكلام، واضطرب نظامه، وأصبح فهم شطر كبير من هذا الكتاب متعذرًا على أكثر القراء.