قلت: فلا نرى فيه ما ينهض على تصحيح الحديث، وإليك البيان بإيجاز: ١ - أما قوله في طريق الدارمي: "وهذا إسناد صحيح لا مغمز فيه وقد أشار الحافظ ابن كثير إلى صحته" ففيه نظر لأمرين: الأول إننا لا نسلم بصحته مع وجود عبد الله بن صالح في طريقه، فإنه وإن كان البخاري أخرج له في "صحيحه" فهو متكلم فيه من قبل حفظه، ولا يتسع هذا التعليق للإفاضة في ذكر أقوال الأئمة فيه، فحسبنا ما ذكره الحافظ ابن حجر في ترجمته من "التقريب" وهو إنما يذكر فيه عادة خلاصة أقوال الأئمة فيمن يترجمه، قال: "صدوق، كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة". الثاني: إننا لا نسلم أيضا أن ابن كثير أشار إلى صحة الحديث، ذلك لأن غاية ما قال فيه: "وهو واضح" وهذا القول لا يفيد تصحيحا مطلقا للحديث، بل تصحيحا نسبيا، وهو لا ينافي ضعفه كما في قول الترمذي في كثير من الأحاديث: "وهو أصح شيء في الباب" فهذا لا يؤخذ منه صحة الحديث كما هو مقرر في "المصطلح" فكذلك قول الحافظ ابن كثير هنا, والله أعلم. ٢ - حديث عبد الله بن أحمد بسنده عن الأنصاري، فلا شك في عدالة رواته باستثناء الأنصاري، وإنما البحث في كون الأنصاري إنما هو أنس بن مالك رضي الله عنه، لأنه إن كان =