وإنما هذه الكلمة (يعني: قول الصوفية: الشيخ لا يعترض عليه) جعلها الصوفية ترفيها لقلوب المتقدمين، وسلطنة سلوكها على الإتباع والمريدين كما قال تعالى:(فاستخف قومه فأطاعوه) ولعل هذه الكلمة من القائلين منهم بأن العبد إذا عرف لم يضره ما فعل. وهذه نهاية الزندقة لأن الفقهاء أجمعوا على أنه لا حالة ينتهي إليها العارف إلا ويضيق عليه التكليف كأحوال الأنبياء يضايقون في الصغائر. فالله الله في الإصغاء إلى هؤلاء الفراغ الخالين من الإثبات.
وإنما هم زنادقة جمعوا بين مرقعات وصوف، وبين أعمال الخلعاء الملحدة أكل وشرب ورقص وسماع وإهمال لأحكام الشرع. ولم تتجاسر الزنادقة أن ترفض الشريعة حتى جاءت المتصوفة فجاؤا بوضع أهل الخلاعة. أهـ (تلبيس إبليس ص٣٧٣-٣٧٤)