للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٠ - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، وَأَبُو عُمَرَ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: ثنا مِنْجَابٌ، قَالَ: ثنا أَبُو عَامِرٍ الْأَسَدِيُّ، عَنِ ابْنِ خَرَّبُوذٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " هَتَفَ هَاتِفٌ مِنَ الْجِنِّ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ بِمَكَّةَ، فَقَالَ:

[البحر الخفيف]

قَبَّحَ اللَّهُ رَأْيَ كَعْبِ بْنِ فِهْرٍ ... مَا أَرَقَّ الْعُقُولَ وَالْأَحْلَامْ

دِينُهَا أَنَّهَا يُعَنَّفُ فِيهَا ... دِينُ آبَائِهَا الْحَمَاةُ الْكِرَامْ

حَالَفَ الْجِنَّ حِينَ يُقْضَى عَلَيْكُمْ ... وَرِجَالَ النَّخِيلِ وَالْآطَامْ

هَلْ كَرِيمٌ مِنْكُمْ لَهُ نَفْسُ حُرٍّ ... مَاجِدُ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَعْمَامْ

يُوشِكُ الْخَيْلُ إِنْ تَرَاهَا تَهَادَى ... تَقْتُلُ الْقَوْمَ فِي بِلَادِ التِّهَامْ

ضَارِبٌ ضَرْبَةً تَكُونُ نَكَالًا ... وَرَوَاحًا مِنْ كُرْبَةٍ وَاغْتِمَامْ

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَصْبَحَ هَذَا الْحَدِيثُ قَدْ شَاعَ بِمَكَّةَ، فَأَصْبَحَ الْمُشْرِكُونَ يَتَنَاشَدُونَهُ بَيْنَهُمْ، وَهَمُّوا بِالْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا شَيْطَانٌ يُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْأَوْثَانِ يُقَالُ لَهُ مِسْعَرٌ، وَاللَّهُ يُخْزِيهِ» قَالَ: فَمَكَثُوا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَإِذَا هَاتِفٌ عَلَى الْجَبَلِ يَقُولُ:

[البحر الرجز]

نَحْنُ قَتَلْنَا مِسْعَرَا

لَمَّا طَغَى وَاسْتَكْبَرَا

⦗١١٠⦘

وَسَفَّهَ الْحَقَّ وَسَنَّ الْمُنْكَرَا

قَنَّعْتُهُ سَيْفًا جَرُوفًا مُبْتِرَا

بِشَتْمِهِ نَبِيَّنَا الْمُطَهَّرَا

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذَلِكَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ يُقَالُ لَهُ سَمْحَجٌ، سَمَّيْتُهُ عَبْدَ اللَّهِ، آمَنَ بِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ فِي طَلَبِهِ مُنْذُ أَيَّامٍ» فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: جَزَاهُ اللَّهُ خَيْرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ

<<  <   >  >>