للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المقدمة:

أشرقت شمس القرن الثاني عشر الهجري وأكثر المسلمين في البلاد الإسلامية يعيشون في ظلمات الجهل، ويتخبطون في دياجير الظلام، الشرك بينهم منتشر، والحق عندهم مندثر، يعبدون الأصنام والأوثان، ويطوفون بالقبور والأحجار، يقدمون لها القرابين، وينذرون للجن والشياطين.

فيا ليت شعري، هل عادت أيام الجاهلية الأولى بعد أن محاها محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام، أم أن الإسلام لم يدخل هذه البلاد، ولم يطأ هذه الوهاد.

يقول ابن غنام:

"كان أكثر المسلمين في مطلع القرن الثاني عشر الهجري قد ارتكسوا في الشرك، وارتدوا إلى الجاهلية، وانطفأ في نفوسهم نور الهدى لغلبة الجهل عليهم واستعلاء ذوي الأهواء والضلال، فنبذوا كتاب الله تعالى وراء ظهورهم واتبعوا ما وجدوا عليه آباءهم من الضلالة وقد ظنوا أن آباءهم أدرى بالحق وأعلم بطريق الصواب، فعدلوا إلى عبادة الأولياء والصالحين _ أمواتهم وأحيائهم _ يستغيثون بهم في النوازل والحوادث، ويستعينونهم على قضاء الحاجات وتفريج الشدائد، بل أن كثيرا منهم كان يرى في الجمادات كالأحجار، والأشجار، القدرة على تقديم النفع ودفع

<<  <   >  >>