للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الضرر، وقد زين لهم الشيطان أنهم ينالون بذلك ثوابا لتقربهم به إلى الله عز وجل١

في هذا الجو الموبوء بحمى الشركيات والبدع، ولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ونما وترعرع، وطلب العلم من مظانه في بلدته، وفي البلاد المجاورة، وعند ما شب عن الطوق، هاله ما يرى من الشركيات العظيمة، والبدع الذميمة التي انتشرت وعمت كل قرية وبادية ومدينة، فشمر عن ساعد الجد والاجتهاد، وأعلنها مدوية بالنصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وصبر على ما ناله من أعباء الدعوة، وما قصد به من أنواع المحنة والجفوة، لا يخشى في ذلك سطوة سلطان ظالم أو مدافعة عدو غاشم، أو لوم صديق لائم فأوذي في الله وهدد بالقتل، وحاول بعض الأعداء إغتياله في منزله، فلم يثنه ذلك عن عزمه فطرد من بلدته العيينة، فهاجر إلى الدرعية يحمل دعوته معه، لم يفتر حماسها، ولم يخب أوارها، فيسر الله أمره وفتح عليه أبوابا من الأمل بحلول التوحيد محل الشرك، والسنة محل البدعة، وذلك بالمؤازرة التاريخية بين السلطان والداعية، بين الإمامين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود، فلم يدخرا وسعا ولم يوفرا جهدا إلا بذلاه في سبيل تحقيق أهداف الدعوة، والتي دون الوصول إليها


١ انظر تاريخ نجد المسمى روضة الأفكار والأفهام، حسين بن غنام، ج١ ص ١٠.

<<  <   >  >>